أزمة جديدة.. أول رد سعودي على الإمارات
أثارت تصريحات السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة بشأن زيادة إنتاج النفط الخام غضبا في المملكة العربية السعودية.
وأكد مسؤول سعودي رفض الكشف عن هويته لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن تغير موقف الإمارات إزاء حجم إنتاج النفط، لم يكن بتنسيق مع السعودية أو منظمة “أوبك”.
وأوضح المسؤول السعودي أن قرار أبوظبي في هذا الإطار جاء بضغط من الولايات المتحدة التي تطالب الدول المنتجة للنفط بزيادة الإنتاج لمحاولة تعويض النفط الروسي الذي فرضت واشنطن حظرا عليه على خلفية غزو أوكرانيا.
وفي السياق ذاته ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن الإمارات لم تتشاور مع السعودية قبل اتخاذ قرار زيادة انتاج النفط، لذا فإن صفحة جديدة من التوترات ستفتح بين البلدين.
وكان السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، قال في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الأمريكية أمس الأربعاء: “ندعم زيادة الإنتاج وسنشجع أوبك على النظر في مستويات إنتاج أعلى”.
وأضاف العتيبة: “لطالما كانت دولة الإمارات مورداً موثوقاً ومسؤولاً للطاقة للأسواق العالمية لأكثر من 50 عاماً، وتؤمن بأن الاستقرار في أسواق الطاقة أمر بالغ الأهمية للاقتصاد العالمي”.
وفي محاولة لامتصاص غضب السعودية أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي اليوم الخميس أن الإمارات ملتزمة باتفاقية أوبك+ وآليتها الشهرية الحالية لتعديل الإنتاج.
وأضاف الوزير على حسابه على تويتر أن “الإمارات تؤمن بالقيمة التي تقدمها مجموعة أوبك+ لأسواق النفط”.
ويشار إلى منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤها في تحالف “أوبك بلس” بقيادة السعوديين والروس، رفضت الأسبوع الماضي الدعوة إلى زيادة الإنتاج بوتيرة أسرع.
وكان قد ثار خلاف علني بين السعودية والإمارات منتصف العام 2021، خلال السعي لتمديد الاتفاق إلى ديسمبر 2022، حيث رفضت أبوظبي، آنذاك، فكرة تمديد الاتفاق وكانت ترى تسريع وتيرة زيادة الإنتاج.
ودفع الخلاف مجموعة “أوبك+” لتعطيل محادثاتها بشأن زيادة الإنتاج، قبل أن تتوصل السعودية والإمارات إلى حل وسط بشأن اتفاق إنتاج النفط الخام، يقضي بتحديد مستوى إنتاج مرجعي أعلى للإمارات.
ومن الجدير بالذكر أن دول “أوبك+” اتفقت، منتصف عام 2020، على تخفيضات غير مسبوقة لإنتاج النفط بنحو 10 ملايين برميل يومياً، أو حوالي 10% من الإنتاج العالمي على أن تعاود ضخ تلك الكميات تدريجياً خلال الفترة الممتدة حتى نهاية أبريل 2022، قبل أن يتم تمديد الاتفاق إلى ديسمبر من العام الجاري.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء الفائت فرض حظر على واردات النفط الروسية، إلى الولايات المتحدة، رداً على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وكانت الولايات المتحدة ودول أخرى فرضت خلال الأيام الماضية مجموعة من العقوبات التي عرقلت بالفعل صادرات النفط والغاز من روسيا حتى قبل فرض الحظر مع سعي التجار إلى تجنب الوقوع تحت طائلة عقوبات مستقبلية.
الدرر الشامية
المصدر: سوشال