إعلان

في خضم التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، تشهد صناعة الشحن العالمية تحولات جذرية، حيث تسببت أزمة المنطقة في اضطرابات كبيرة في سوق الشحن البحري، وأثرت بشكل مباشر على صناعة سفن الحاويات. وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها بعض الشركات، إلا أن الأزمة ذاتها فتحت الباب أمام مكاسب قياسية للبعض الآخر.

ارتفاع تكاليف الشحن وأسعار التأمين

أدت أزمة البحر الأحمر إلى ارتفاع تكاليف الشحن وأسعار التأمين بشكل كبير، حيث تضاعفت تكلفة إرسال حاوية من شنغهاي في الصين إلى الساحل الغربي لأمريكا منذ أواخر أبريل، وأصبحت الآن أكثر من 4 أضعاف ما كانت عليه أوائل ديسمبر 2023. ويعزى هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى اضطرار السفن إلى سلوك طرق أطول وأكثر خطورة لتجنب المرور عبر البحر الأحمر.

إعلان

مكاسب غير متوقعة لبعض الشركات

على الرغم من التحديات، استطاعت بعض شركات الشحن، مثل ميرسك الدنماركية، تحقيق مكاسب غير متوقعة نتيجة زيادة الطلب على خدماتها. وتتوقع الشركة استمرار الاضطرابات في البحر الأحمر خلال الربع الثالث من 2024، مما قد يؤدي إلى زيادة التكاليف بشكل أكبر.

خسائر ممتدة لشركات أخرى

في المقابل، تكبدت شركات أخرى خسائر فادحة بسبب الأزمة، حيث اضطرت إلى تعديل أساطيلها واستخدام سفن غير قياسية على بعض المسارات، مما أثر على قدرتها على تلبية الطلب. كما أن بعض الشركات تتوقع عدم العودة إلى الشحن البحري عبر البحر الأحمر وخليج عدن إلا بعد ضمان سلامة البحارة والسفن والبضائع.

تأثير الأزمة على حركة الملاحة العالمية

أثرت أزمة البحر الأحمر بشكل كبير على حركة الملاحة البحرية العالمية، حيث خفضت حجم العبور من مضيق باب المندب إلى النصف، وزادت حركة المرور عبر رأس الرجاء الصالح. كما ارتفعت مسافات وأوقات السفر لسفن البحر الأحمر بشكل ملحوظ.

مستقبل صناعة الشحن في ظل الأزمة

تتوقع شركة Clarksons Research لمعلومات السوق أن يشهد نشاط الشحن ثاني أكبر ارتفاع سنوي له على الإطلاق بسبب تصاعد التوترات في البحر الأحمر. ومع استمرار الأزمة، يبقى مستقبل صناعة الشحن غير مؤكد، حيث يتوقف على مدى قدرة الشركات على التكيف مع التحديات الجديدة، وتوفير ضمانات كافية لسلامة وأمن العمليات البحرية.

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك