رداع – خاص في تطورٍ قضائيٍّ مفاجئٍ، أصدرت المحكمة الابتدائية في مدينة رداع، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، حكماً بالإعدام تعزيراً على عبدالكريم أحمد صلاح العمراني، المتهم باغتصاب طفل في السجن المركزي بالمدينة.
هذا الحكم جاء بعد أيام من الجدل والغضب الشعبي الذي عمت محافظة البيضاء، عقب جريمة الاغتصاب التي هزت المجتمع المحلي. وقد بدأ الأمر عندما تعرض طفل من أسرة آل غليس للاغتصاب أثناء زيارته لشقيقه المسجون داخل السجن المركزي يوم الأحد الماضي.
غضب شعبي وحصار للمجمع الحكومي سرعان ما تحولت هذه الجريمة البشعة إلى قضية رأي عام، مما أثار حفيظة الأهالي الذين خرجوا في مظاهرات عارمة، وحاصروا المجمع الحكومي “الكمب” في رداع، والذي يضم النيابة والأمن المركزي والمحكمة.
وتحت وطأة الضغوط الشعبية المتصاعدة، اضطرت المحكمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى إصدار حكمها المستعجل بالإعدام على المتهم.
تفاصيل غامضة وإعلام حوثي متناقض رغم أن هذا الحكم قد جاء ليُطفئ نار الغضب الشعبي، إلا أن تفاصيل الحادثة لا تزال غامضة ومثيرة للجدل. فقد أقر الإعلام الأمني التابع للحوثيين بوقوع الجريمة، مشيراً إلى أن المتهم اقتاد الطفل إلى مكان خالٍ داخل السجن وارتكب جريمته.
غير أن مصادر مطلعة كشفت عن تفاصيل صادمة، حيث تبين أن المتهم، وهو سجين سابق، قد تحول إلى شاويش داخل السجن، وذلك بعد أن بنى علاقات مشبوهة مع إدارة السجن وصار صديقاً مقرباً للقائمين عليها.
أسئلة تطرح نفسها تثير هذه القضية العديد من التساؤلات حول الأوضاع داخل السجون التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، وكيف يمكن لشخصٍ له سوابق جنائية أن يتحول إلى شاويش يتمتع بصلاحيات واسعة داخل السجن؟ كما تطرح تساؤلات حول مدى فعالية الإجراءات الأمنية داخل هذه السجون، وكيف يمكن لطفل أن يتعرض للاغتصاب داخل مكان يُفترض أنه آمن؟
خاتمة إن جريمة اغتصاب الطفل في رداع، والحكم الصادر بحق الجاني، تسلط الضوء على حجم المعاناة التي يعيشها اليمنيون تحت حكم مليشيا الحوثي، والتي تتجاوز المعاناة الإنسانية لتصل إلى جرائم بشعة تهدد أمن المجتمع واستقراره.