الأكاديمي والمحامي الصيني، البروفيسور فيكتور غاو، يؤكد أن الصين لا تسعى للهيمنة على العالم، بل تخشى واشنطن من أن تتجاوزها اقتصاديًا. يرى أن الحرب التجارية التي شنها ترامب فاشلة ولن تعيد الوظائف إلى أمريكا. يُبرز تفوق الصين في القطاعات الصناعية مقارنةً بأميركا، حيث يشكل التصنيع أكثر من 45% من اقتصادها. يعد غاو أن الرسوم الجمركية ضارة للجميع، ويشير إلى الاختلال في التجارة بين البلدين. بصفته خبيرًا في مجالات عدة، يؤكد أن الابتكار هو جزء من النموذج الصيني في مواجهة التحديات.
يؤكد الأكاديمي والمحامي الصيني البروفيسور فيكتور غاو أن الصين لا تسعى للهيمنة العالمية، لكن واشنطن تشعر بالقلق من إمكانية تفوق الصين عليها اقتصادياً.
ويرى غاو، الذي كان ضيفاً على برنامج “المقابلة”، أن الحرب التجارية بقيادة القائد الأميركي دونالد ترامب لن تحقق أهدافها، وقد تفوقت الصين بالفعل على الولايات المتحدة في مجالات متعددة.
وعن طبيعة الشعب الصيني، يوضح أنه ليس انطوائياً كما يُعتقد، بل “شعب يعبر عن نفسه بشكل قوي، فقد أبدع في كتابة بعض من أعظم القصائد والمسرحيات والروايات”، ويشير إلى أن الحضارة الصينية تمتد لأكثر من 5000 عام.
كما يعتبر الشعب الصيني أكثر تحفّظاً، حيث يتمسك بالبروتوكولات وقواعد السلوك، مما يجعله أحياناً، كما يضيف البروفيسور غاو، يهتم بشكل كبير بالسلوكيات الاجتماعية والترتيب والاحترام المتبادل، مما قد يجعلهم يختلفون عن كثير من الشعوب الأخرى.
النموذج الصيني
وفيما يتعلق بالنموذج الصيني، يوضح أن بلاده منذ عام 1978 تُجري ابتكارات يومية، وهي ليست راضية عن الوضع الراهن. فالصين تقوم بإصلاحات مستمرة عبر مختلف المجالات الماليةية والسياسية والعلمية والتقنية والمنظومة التعليميةية. وما يجعلها متميزة عن باقي دول العالم هو استخدامها للإبداع لمواجهة التحديات.
وعلاوة على ذلك، يرى الأكاديمي الصيني أن واشنطن تعيش واقعين مزعجين، الأول هو القلق من أن الصين ستلحق بها اقتصادياً، بل تتجاوزها، مشيراً إلى أن “هذا الخوف ليس مُبرَّراً، فالصين تتفوق على الولايات المتحدة في مجالات مثل إنتاج السيارات والأسمنت والخرسانة والحديد والصلب والعديد من المنتجات الإلكترونية”.
أما الخوف الثاني فهو أكثر تفاقماً، حيث يخشى الأميركيون أنه بمجرد أن “تصبح الصين أكبر من الولايات المتحدة، فإنها ستستبعدها وتهمشها من الساحة العالمية”، بينما يؤكد البروفيسور غاو أن الصين ليس لديها مصلحة أو رغبة في ذلك.
ووفقًا للأكاديمي الصيني، يعتمد المالية الأميركي بشكل كبير على القطاعات الخدمية، حيث تبلغ نسبتها 80% تقريبًا، مما يعني أن قطاع التصنيع في الولايات المتحدة يُعتبر صغيراً، حيث لا يتجاوز 30% وربما 25% فقط.
أما القطاع الصناعي في الصين، أو ما يُعرف بالقطاع الثانوي، فيمثل أكثر من 45% من المالية، مما يدل على أن القطاع الصناعي والتصنيعي في الصين يتفوق بكثير على نظيره الأميركي، كونها تُنتج جميع أنواع المنتجات.
حرب الرسوم الجمركية
وبخصوص الرسوم الجمركية التي فرضها القائد الأميركي على الصين، يشير إلى أن هذه الرسوم ليست موجهة ضد الصين فحسب، بل ضد بقية العالم، معتبرًا أن الحرب التجارية التي أطلقها ترامب خاطئة من أساسها، ولن تحقق الأهداف التي أُعلنت، ومنها إعادة وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة.
ويرجع السبب وراء فرض الرسوم الجمركية إلى وجود خلل في الميزان التجاري بين الصين والولايات المتحدة، حيث تصدر الصين للولايات المتحدة أكثر مما تستوري منها، مؤكدًا أن الصين تصدر نحو 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة، بينما تصدر الولايات المتحدة أقل من 200 مليار دولار إلى الصين.
على صعيد متصل، يشدد البروفيسور غاو على أن بلاده لم تضطر أي شركة أميركية لنقل تقنياتها إليها، ويشير إلى أن معظم الأعلام الوطنية الأميركية كانت تُصنع لفترة طويلة في الصين، وأن الأميركيين كانوا يفتخرون بتحية الأعلام الوطنية المصنوعة هناك، بينما يفضل القائد ترامب ارتداء قبعة مكتوب عليها “لنستعد عظمة أميركا”، وكثير من هذه القبعات مصنعة في الصين.
الجدير بالذكر أن فيكتور غاو وُلد في فبراير 1962، ويحمل عدة شهادات دراسات عليا في مجالات متنوعة، منها الأدب الإنجليزي والعلوم السياسية والحقوق. وقد عمل كمترجم مع الزعيم الصيني دينغ شياو بينغ في الثمانينيات.
كما شغل عدة مناصب رسمية واستشارية في مجالات أكاديمية وسياسية واقتصادية، وهو الآن يتولى مناصب رفيعة، بما في ذلك رئاسة معهد أمن الطاقة الصيني وعضوية مجموعة استخبارات الطاقة في لندن، ويتمتع بخبرة واسعة في العمل السياسي والدبلوماسي والماليةي في الصين.