وماتت الأم
بعد خروجي من السجن أرسلت لي هذه الأم ولدها إلى البيت لتسأل عن اثنين من أولادها حلمي وحسين، قلت للابن الحقيقة أني لم التقِ بأحد منهم، لكن حلمي كان موجود عند الإماراتيين قبل سجني بأسبوعين في السجن القديم والشباب الذين لقيتهم أكدوا لي أنه تم تعذيبه إلى أن مات.
لست هنا مدافعاً عن حلمي، و إذا كان عليه اتهام وجرائم كان لا بد أن يُحاكم بالقانون أو يبقى في السجن إلى أن يتم تفعيل دور المحاكم مثل كل دول العالم، ولا يحق للإماراتي أن يعذبه حتى الموت ولا يرضى بهذا يمني أصيل.
ثم ما ذنب أخوه حسين الذي هو مخفي إلى الآن، كان في قاعة وضاح عند يسران المقطري، ثم أخفوه، وقد سألت آخر من خرج من قاعة وضاح قال لم يعد موجوداً ولا نعلم ما مصيره .
بقيت هذه الأم تبحث عن أولادها في كل مكان، تقف كل الوقفات في حر الشمس وهي مسنة ومريضة. كلمتني بالهاتف عدة مرات وفيها شوق الأم لولدها، ولا زال صوت بكائها لم يفارق مسمعي. بكت هذه الأم الأيام والليالي علَّ ضمير يسمع صوتها وبكاءها، كانت فقط تريد أن تسمع صوت ولدها، ربما اقتنعت أن حلمي قد مات تحت التعذيب، لكن كانت تريد سماع صوت الابن الآخر حسين.
ماتت دون أن يسمعها هؤلاء الظلمة الطغاة الذين انعدمت منهم الإنسانية. ماتت ليلة البارحة لتترك عنواناً لمأساة أم في عدن، ماتت دون أن تسمع صوت ولدها.
أسألكم بالله هل يرضى أحد بهذا؟ ثم يقول لك لماذا كل هذه الحملة على الإمارات وعبيدها