تتواصل الحرب بين إيران وإسرائيل لليوم الثالث، حيث شنت إيران هجمات بصواريخ بالستية مستهدفة وسط إسرائيل، مما أسفر عن خسائر جسيمة. على الجانب الآخر، استهدفت إسرائيل حقل بارس الجنوبي للغاز، مما أثر على أسعار الطاقة التي ارتفعت بنسبة 8-10%. تلوح إيران بإغلاق مضيق هرمز، مما يهدد شحن النفط العالمي. وقد أغلقت إسرائيل حقول الغاز في البحر المتوسط، مما أثر على إمدادات الغاز إلى مصر والأردن. الصراع ينذر بتداعيات طويلة الأمد على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي للدول المستوردة للطاقة.
تقارير | شاشوف
تستمر الحرب المدمرة بين إيران وإسرائيل لليوم الثالث، حيث شنّت إيران في فجر الأحد هجمات بصواريخ بالستية تكتيكية موجهة نحو وسط إسرائيل، مما تسبب في أضرار كبيرة، وأظهرت الصور التي تم توثيقها دماراً هائلاً في العديد من المباني الإسرائيلية، بينما تتعهد طهران بمواصلة القصف حتى ‘تشعر إسرائيل بالندم’.
وفي ليلة الأحد، استهدفت إيران ميناء حيفا ومصافي النفط. وكانت إسرائيل قد استهدفت يوم السبت حقل بارس الجنوبي للغاز في محافظة بوشهر جنوب إيران، إضافة إلى استهداف مستودع الوقود الرئيسي في طهران. يسلط استهداف البنية التحتية للطاقة الضوء على تداعيات المواجهة بالنسبة لإنتاج النفط والغاز ومسارات الإمداد، وأسعار الطاقة وتقلبات السوق، وتأثير ذلك على أمن الطاقة والديناميكيات الجيوسياسية.
انعكس الصراع على أسعار الطاقة التي ارتفعت بما يتراوح بين 8 و10% يوم الجمعة الماضية، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات، حيث تُعد إيران منتجاً رئيسياً للنفط والغاز، ويشكل استهداف منشآتها النفطية والغازية، مثل حقول الإنتاج أو مصافي التكرير، مشكلة تتمثل في انخفاض الإمدادات العالمية.
ارتفعت حالة عدم اليقين في الأسواق بعد استهداف إسرائيل لحقل بارس الإيراني، مع توقعات بارتفاع سعر برميل النفط إلى أكثر من 100 دولار، في حال تعرضت احتياطيات إيران لضربات مباشرة.
من المحتمل أن تتراجع أسعار النفط إذا لم تحدث تغييرات أساسية في السوق، في ظل وفرة المعروض وتسجيل مخزونات الخام الصينية مستويات قياسية.
إغلاق مضيق هرمز
تهدد إيران بإغلاق مضيق هرمز في حال تعرضت لضغوط دولية شديدة، وكانت طهران قد أغلقت بالفعل هذا المضيق الاستراتيجي وأوقفت حركة شحن النفط فيه خلال حرب الخليج الأولى (1980-1988) فيما عُرف بـ’حرب الناقلات’. حالياً، هناك مخاوف من تعطل شحن النفط والغاز الطبيعي من الخليج إلى الأسواق العالمية.
يُعبر المضيق 20 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات والمنتجات المكررة يومياً، بالإضافة إلى 11 مليار قدم مكعبة من الغاز المسال، وفقاً لما ذكرته شاشوف، حيث يُعتبر المضيق ممراً رئيسياً لصادرات الغاز المسال من قطر والإمارات إلى الصين. استوردت الصين 18.35 مليون طن من الغاز من قطر في عام 2024، إضافة إلى توقيع 10 عقود توريد طويلة الأجل بين البلدين بأحجام تصل إلى 26.9 مليون طن. كما ستتأثر دول أخرى مثل الهند واليابان وكوريا الجنوبية من إغلاق مضيق هرمز.
أمن الطاقة الإسرائيلي مهدد
وفقاً لمتابعات شاشوف، أغلقت إسرائيل حقول الغاز في البحر المتوسط، خاصة حقل ليفياثان الذي ينتج 40% من إنتاج الغاز في إسرائيل، وقررت شركة إنرجيان تعليق إنتاج الغاز من حقل كاريش، كما قامت شركة شيفرون بتعليق العمل في حقل ليفياثان الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 1.2 مليار قدم مكعبة يومياً. كذلك، يبلغ إنتاج حقل تمار 1.1 مليار قدم مكعبة يومياً، وكلا الحقلين يزودان مصر بالغاز الإسرائيلي.
تخشى إسرائيل من وصول الصواريخ الإيرانية إلى أعماق احتياطيات الغاز التي تمثل أحد المصادر الرئيسية لدخل الكيان، ويعتبر استهداف مؤسسات الطاقة الإسرائيلية خياراً مُجدياً للردع عن أي اعتداءات إسرائيلية مستقبلية، وفقاً لموقع فورين أفيرز.
توقفت إمدادات الغاز الإسرائيلية إلى مصر والأردن في 13 يونيو الجاري بسبب توقف أعمال حقول الغاز.
إلى جانب ذلك، لا تقتصر انعكاسات الصراع على تقلبات أسعار النفط والغاز فقط، بل تمتد إلى تأثيرات طويلة الأمد على مستقبل الطاقة والاقتصاد العالمي، إذ يمكن أن يؤدي استمرار ارتفاع أسعار النفط والطاقة إلى زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي في الدول المستوردة للنفط والغاز، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي بشكل عام، فضلاً عن المخاطر المرتبطة بالشحن والتأمين التي تزيد التوترات الجيوسياسية من تكاليفها.
تم نسخ الرابط