كنت في نقاش مع زميل الماني يحاول يقنعني بمشروع بحثي نكتبه وننافس به، وانه امل وحافز له ليستمر. قلت له ركز الأن فقط على هدفك الذي انظر انا اليه واترك صراع المشاريع لصعوبتها حاليا، وحتى لايضيع الوقت، وقلت اوضح له الفكرة بشكل اسهل، بقولي اذا كنت تحت الماء ومعك أسطوانة أكسجين تكاد تنتهي فعليك ان لاتشتت نفسك بامور أخرى لاتقود الى ان تنقذ نفسك، بمعنى تصل للسطح كهدف .
كان رده رائع ومؤثر حيث قال، انت تتحدث بالمنطق، وانا اتحدث بالامل، حيث وهو مهم حتى لو انت مقتنع انه لن يقبل المشروع. واورد مثال من دراسة علمية تقول قام العلماء بتجربة والقوا بفأر في وعاء ماء كبير يصعب الخروج منه. وحاول الفأر ان يخرج دون فائدة فالجدار املس، وبعد ٢٠ دقيقة تعب واستسلم وغرق، وتم اعادة التجارب مع فأر اخر وهكذا بمعنى ٢٠ دقيقة تقريبا ويستسلمون.
وقاموا العلماء باعادة التجربة مع فأر آخر بشكل اخر، القوا به في نفس الوعاء، وبعد كم دقيقة من محاولته وقبل ان تنتهي ال ٢٠ دقيقة امتدت يد واخرجوه من الماء، وجعلوه يأكل قليل، ولم تكاد تمر كم دقيقة الا وتم إعادته لوعاء الماء الكبير مرة ثانية، وظل الفأر يحاول الخروج، ويكافح حتى لايغرق، واستمر في محاولته ليس ٢٠ دقيقة، وانما ٨ ساعات الى ان استسلم ومات غرقا.
ماجعل الفأر يستمر ٨ ساعات هو الامل انه سوف تمتد له اليد من جديد وتخرجه ليأكل . هذا الامل جعل الفأر يستمر ٨ ساعات. بعدها اقنعني وقلت له خلاص نكتب الفكرة كمشروع بما انها تعطيك امل لتستمر ل ٨ ساعات.
نحن في اليمن نريد نعيش ٨ ساعات وليس ٢٠ دقيقة، ولذا نزرع الأمل لانه ننتظر يد تمتد الينا وسوف تمتد.