تراجع النفط الجمعة بعد ارتفاعه دولاراً واحداً في التعاملات المبكرة، إذ تأثرت الأسعار بقوة الدولار وضعف التوقعات الاقتصادية إلا أن الآمال في ارتفاع الطلب الصيني حدت من الخسائر.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 24 سنتاً أو 0.3 في المئة، إلى 78.45 دولار للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 24 سنتاً، أو 0.33 في المئة، إلى 73.43 دولار للبرميل.
وارتفع العقدان أكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة إلا أنهما تراجعا مع صعود الدولار إلى أعلى مستوى في غضون شهر.
ويساهم ارتفاع الدولار في تراجع الطلب على النفط إذ تصبح السلع المقومة بالعملة الأميركية أعلى كلفة بالنسبة إلى حائزي العملات الأخرى.
وجاء الارتفاع بعد بيانات اقتصادية أظهرت أن سوق العمل في الولايات المتحدة ما زال عدد الوظائف بها أكبر من عدد الباحثين عنها، الأمر الذي قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لمواصلة رفع أسعار الفائدة بمعدلات كبيرة.
وتلقت الأسعار دعماً من أنباء أفادت بأن الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، تتوقع تضاعف حركة الركاب عبر الطرق البرية والسكك الحديدية والبحرية والجوية خلال عطلة رأس السنة القمرية إلى مثليها مقارنة بالفترة نفسها في عام 2022.
وعلى أساس أسبوعي، يتجه عقدا برنت وغرب تكساس لتسجيل تراجع بنحو تسعة في المئة في ظل مخاوف من حدوث ركود عالمي.
وخفضت السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، أسعار خامها العربي الخفيف للمشترين في آسيا إلى أدنى مستوياتها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، وسط ضغوط عالمية على أسواق النفط.
تراجع مخزونات الوقود الأميركية
وأظهرت بيانات انخفاض مخزونات الوقود في أعقاب العاصفة الشتوية التي اجتاحت الولايات المتحدة في نهاية العام الماضي، إذ أوضحت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الخميس، أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، هبطت
أكثر من المتوقع خلال الأسبوع المنتهي في 30 ديسمبر (كانون الأول). وانخفضت 1.4 مليون في مقابل توقعات لتراجعها بـ 396 ألف برميل.
كما قالت الإدارة إن مخزونات البنزين الأميركية هبطت 346 ألف برميل الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات المحللين لانخفاض قدره 486 ألف برميل.
وفي حين انكمش نشاط الخدمات في الصين في ديسمبر الماضي، للشهر الرابع على التوالي وسط زيادة إصابات كوفيد-19، تباطأت وتيرة الانخفاضات بينما ارتفعت ثقة الشركات إلى أعلى مستوى في 17 شهراً.
واتخذت الصين منعطفاً مفاجئاً في سياستها الصارمة (صفر كوفيد) في أوائل ديسمبر بعد احتجاجات نادرة هناك، مما أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات بالمرض في شتى أنحاء البلاد. وستؤدي هذه العوامل إلى دعم أسعار النفط في الأيام المقبلة.
خفض سعر الخام العربي الخفيف
وأعلنت شركة أرامكو السعودية الخميس، خفض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في فبراير (شباط) للمشترين من آسيا إلى 1.8 دولار للبرميل فوق متوسط خامي عمان / دبي، وهو الأدنى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
ويقل هذا السعر 1.45 دولار للبرميل عن سعر البيع الرسمي ليناير (كانون الثاني) الحالي، ويتماشى مع توقعات السوق، ويأتي وسط ضغوط عالمية تلحق الضرر بأسعار النفط، التي يتوقع أن تحقق مكاسب ضئيلة في عام 2023.
ويهدد ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 في الصين نمو الطلب، وقد يضيع تأثير نقص الإمدادات الناجم عن العقوبات المفروضة على روسيا.
وكان أربعة مشاركين في استطلاع لـ”رويترز” قد توقعوا هذا الأسبوع خفض السعر بـ 1.50 دولار للبرميل.
كما يأتي الخفض في وقت تحول فيه روسيا نفطها من أوروبا إلى آسيا، في ظل سقف السعر الذي فرضته دول مجموعة السبع ويقيد قدرة تجارة النفط الروسية على الوصول إلى خدمات التمويل والشحن والتأمين الغربية. وأصبحت روسيا أكبر مورد للخام لكل من الصين والهند في نوفمبر، إذ استفادت الدولتان الآسيويتان من الخصومات الكبيرة بينما تتجنب الدول الغربية التعامل مع موسكو.
وبالنسبة إلى المناطق الأخرى، حددت الشركة سعر بيع الخام العربي الخفيف لشمال غربي أوروبا عند 1.50 دولار للبرميل من دون سعر خام برنت في بورصة إنتركونتننتال لشهر فبراير، بانخفاض 1.40 دولار للبرميل عن سعره في يناير.
وفي الوقت نفسه، لم يطرأ تغيير على سعر البيع الرسمي للولايات المتحدة عن الشهر الماضي عند 6.35 دولار في مقابل مؤشر “أرجوس” للخام عالي الكبريت لشهر فبراير.
المصدر : اندبندنت