قصة الحشيش والسكر؟ عادل الحسني – شاشوف
شهد اليوم ميناء عدن تمثيلية استخباراتية قامت بها القوات الأمنية، بعد نجاحها الكبير في الكشف عن الحشيش الموضوعة وسط آلاف أكياس من السكر البرازيلي في إحدى الحاويات.
في حقيقة الأمر هناك كميات من الحشيش تدخل وتتبع لقادة المليشيات ولوبي وعصابات تابعة لهم،،، لكن لماذا تم إخراج مسرحية بهذا الشكل واقحام السكر البرازيلي؟
القصة ومافيها أنَّ ميناء عدن يستقبل أكثر من 1500 حاوية شهريًا من السكر البرازيلي، والذي يعد أحد الأنواع الرائدة في العالم، فيما يوجد هناك مصنعين للسكر في الشرق الأوسط، أحدهما في السعودية والآخر في الإمارات، ويعانيان من شحة في الطلب الخارجي، مما يسبب فائضًا في الإنتاج وخسائر كبيرة سنويًا.
لتقليل تلك الخسائر، كان لزامًا على الدول المنتجة أن تفتح خطوط توريد واسعة أكثر، ولكن جودة السكر المنتوج الرديئة، وسعره المرتفع نسبيًا مع جودته وبمقارنته مع النوع البرازيلي، وكذا الذوق الشعبي المفضل للنوع الأول، جعل مهمة بيع السكر الخليجي ضعيفًا في الأسواق اليمنية.
كانت هناك مساعٍ لفرض هذا المنتوج في اليمن منذ قرابة سنتين، ولكن دون نتيجة تُذكر، استمرت المحاولات والمساعي، ولكن الأمر في النهاية يؤول إلى الخسارة.
انتهجت سلطة الواقع نهجًا مختلفًا هذه المرة، وبدلًا من تحسين الجودة، كانت الطريقة بتعقيد دخول السكر البرازيلي إلى البلاد، ولن يكون هذا إلا بفضيحة، تصنع لهم حجة في منعه، أو رفع الضريبة الجمركية عليه مستقبلًا وهو ما يسبب ارتفاعًا بأسعاره في السوق المحلي وفقدانه لجزء من الشريحة المستهلكة، وربما يصل الأمر إلى تخزينه في الميناء لفترات طويلة بحجة تفتيشه، وهو ما لا يحبذه التجار.
ما حصل اليوم، بقدر ما نراه أمرًا هينًا، أو موضوعًا مثيرًا للسخرية في تهويل أمر سكر، ولكنه يحكي لنا الكثير والكثير عن طريقة تفكير التحالف تجاه هذا البلد الكبير.
حقيقة مريرة، وواقع متشعب، نزاعات متداخلة، وحروب لا تنتهي، يعتليها تحالف أدخلنا في بحر من الدوامات، أتانا لدحر انقلاب يهد وطننا ويهدد أوطانهم، فإذا به اليوم يغض طرفه عن انقلاب الشمال، ويرعى انقلابًا في الجنوب.
لا ندري ما الذي يريده منا، بلدانهم متخمة بثروات تذهب صوب بنوك الغرب، وبلد مقسم الأطراف، متهشم القوى، يحكمونه من على طاولات القرار، ويقبضون عليه من أمام مقاود المقاتلات المحلقة.
ألم يأنِ لهذا التحالف أن يترك هذا البلد وشأنه ولا يتدخل في كل شاردة وواردة فيه، وأن يأخذ الشعب نفسًا من الحرية والقرار حتى ولو كان في أبسط الأمور، كسكر البيت مثلًا؟!