أظن أن الجميع قد سمع الاخبار المتعلقة بحادثة خطأ أحد الاطباء وآلة المقص الخاصة بفتح عملية جراحية تم اجراءها قبل اسابيع في محافظة مأرب .
في الحقيقة كنت أمر مرور الكرام على المنشورات المتعلقة بهذه الحادثة المضحكة والمبكية ايضا ..
لم أتعاطى لهذا الموضوع لانني كنت غير مصدق أنه قد حدث فعلاً داخل احد المستشفيات بمحافظة مأرب .
اليوم تفاجئت حين أكد لي البعض من الاصدقاء ، فيما راسلني الاخرين موضحين أنه وبالفعل قد تم اليوم فتح بطن الجريح وتمت عملية اخراج آلة المقص مبينين أن صحة الجريح الان مستقرة .
تمت العملية واخرجوا المقص ولم يخجلوا من فعلتهم ومن حالة الجريح التي كانت في تدهور مستمر طيلة الاسابيع التي عاشها وهو يشكوا لهم بأن هناك شيئ يوجد داخل بطنه .
مؤلم حين يصل الوضع الصحي في البلاد إلى هذا المستوى من البلا والبلوى .
أعتقد أن الطبيب الذي نسي المقص داخل بطن الجريح هو نفس الطبيب الذي نسينا راتبه وأهملنا حقوقه وتركناه وحيداً بين جدران المشفى في الوقت الذي تعيش شرعية الدولة بين جدران وتحت مكيفات فنادق الرياض .
إنها جريمة حين ينسى الطبيب للمقص داخل بطن الجريح .. ولكن الاكثر جرماً أن قيادة الشرعية ومقصاتها اليوم مشغولة بقص اقاليم الحروب وتجارة الدماء ولم تلتفت الى أصرحة الطب ولم توفر متطلبات وحقوق الكوادر الطبية .
المهم الحمد لله على سلامة الجريح الذي نعتبره بطل قصة دراما المقص ..
كما نرجوا من الجميع أن لا نتسبب في إنهيار نفسية الطبيب كونه قد وقع في غلطة وستكون له ولزملاءه موعضة .
واخيراً تذكروا أن بلادنا اليوم تعيش بلا دولة وبلا طبيب ، ولم يبقى فيها إلا الشعب الذي يقاوم الاهوال ويشاهد موت المداوي والمداوى والذي .. جلب الدواء وباعهُ ومن اشترى .
١٢ – ١١ – ٢٠٢٠م
عبدالله الرويشان
المصدر: وسائل اعلام مواقع التواصل الاجتماعي