في يومها الأول، فشلت الآلية الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة بعد فقدان السيطرة على الحشود المتجمعة في رفح. توزيع المساعدات، الذي نفذته مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من واشنطن، بعيد عن المنظمات الدولية مثل الأونروا التي رفضت التعاون معها. شهد التوزيع فوضى شديدة وإطلاق نار من الاحتلال، مما أدى إلى إصابة بعض المواطنين. جهود الإجلاء بواسطة الجيش الإسرائيلي وُجدت في ظل تدفق الناس للبحث عن الطعام. ووصف المركز الإنجليزي ما حدث بأنه دليل على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني المتفاقم، مع استياء واسع من استغلال المساعدات لأغراض سياسية.
متابعات | شاشوف
في مشهد يعكس الفشل الذريع لخطط الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية بشأن ملف المساعدات، فشلت الآلية الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة خلال يومها الأول، الذي صادف اليوم الثلاثاء، نتيجة فقدان السيطرة على حشود كبيرة من المواطنين في موقع التوزيع في رفح جنوبي القطاع.
بدأت اليوم الثلاثاء مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من واشنطن، بتوزيع المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة المحاصر، في مركز تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي غرب مدينة رفح. ويعتبر هذا النظام بعيداً تماماً عن المنظمات الدولية، وعلى رأسها وكالة “الأونروا”، التي أكدت رفضها القاطع التعامل مع هذه الآلية، مُفضلةً استمرار العمل بالآلية المعمول بها سابقاً تحت إشراف الأمم المتحدة.
الأمر يخرج عن السيطرة والاحتلال يطلق النار على الناس
خرج التوزيع عن السيطرة مع اقتحام عشرات الآلاف من أهالي غزة، الذين يعانون من تجويع ممنهج، لمراكز توزيع المساعدات. وهرب عناصر المؤسسة الأمريكية، بينما أطلقت قوات الاحتلال النار على المواطنين في موقع التوزيع.
وتسبب هذا في مشهد مأساوي للأشخاص الذين كانوا ينتظرون المساعدات بفارغ الصبر. وبعد ساعات من بدء هذه الآلية الفاشلة، قامت قوة من الجيش الإسرائيلي بإجلاء الموظفين الأمريكيين من مركز التوزيع بعد اقتحامه، وجلبت مروحيات إلى المنطقة لإنقاذ أفراد الشركة الأمريكية، بينما وجه الإسرائيليون نيرانهم في الهواء وعلى الناس. وتفيد المعلومات، التي تابعها شاشوف، بأن فلسطينيين أصيبوا بالفعل بعد تدخل قوات الاحتلال وإطلاق النار في الموقع.
وزعم مصدر أمني لقناة كان العبرية أن الشركة الأمريكية استطاعت السيطرة مرة أخرى على موقع توزيع المساعدات. بينما أكدت صحيفة يسرائيل هيوم أن قوة من الجيش الإسرائيلي نجحت في إخلاء جزء من المجمع، لكن ما زالت هناك فتحة في السياج تتدفق منها السكان.
كما نقلت قناة كان عن تقارير تفيد بأن معدات تتبع للشركة الأمريكية في مركز توزيع المساعدات تم الاستيلاء عليها.
ووفقاً لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، فإن مشروع الاحتلال لتوزيع المساعدات في ما يسمى بالمناطق العازلة فشل فشلاً ذريعاً. الآلاف من الجائعين الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي ثلاثة أشهر اندفعوا إلى تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، مما أدى إلى اقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت ضغوط الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار وإصابة عدد من المواطنين.
ورأى المركز أن ما حدث اليوم دليل قاطع على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني، الذي خلقه عمداً من خلال سياسة التجويع والحصار والقصف.
من جهة أخرى، اعتبر التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية في غزة أن مشاهد الفوضى والانهيار التي رافقت انطلاق ما يسمى بالآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، والتي ظهرت منذ اليوم الأول لتنفيذها، مقلقة للغاية. وأضاف أن هذه الآلية ليست سوى أداة لخداع المواطنين واستدراجهم، في محاولة واضحة لعسكرة المساعدات واستخدامها لأهداف عسكرية تخدم أجندات الاحتلال الإجرامية.
إلى ذلك، يعاني سكان قطاع غزة من أوضاع إنسانية قاسية تدفعهم إلى حافة الهاوية، بسبب الجوع والحرمان من أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعاً. في الوقت الذي تشدد فيه المنظمات على أن الخطة الأمريكية الإسرائيلية ليست فعالة، وتحد من دور المنظمات الأممية المسؤولة عن تشغيل العمليات الإنسانية، وعلى رأسها وكالة الأونروا التي تطالب بالتوقف عن التضليل والإساءة لسمعتها في إطار تصفيتها.
تم نسخ الرابط
(function(d, s, id){
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id;
js.src = ‘//connect.facebook.net/ar/sdk.js#xfbml=1&version=v3.2’;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));