الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بداية الحرب، نتيجة الحصار الإسرائيلي والسياسات الممنهجة لتجويع السكان. المنظمات الدولية تدعو لإيصال الإغاثة بشكل عاجل، حيث تُسجل ‘هجمات قاتلة’ على المدنيين المطمئنين للحصول على المساعدات، مما يشكل انتهاكًا للقانون الدولي. خلال الأيام الماضية، قُتل 102 شخص في مراكز توزيع المساعدات. بينما تتصاعد الغارات وزيادة المجاعة، أعلنت حماس استعدادها للتفاوض لإنهاء الحرب. في السياق، تتخذ دول أوروبية خطوات ضد إسرائيل، بما في ذلك إلغاء صفقات أسلحة، في إطار الضغط لتخفيف الأزمة الإنسانية المستمرة.
متابعات | شاشوف
الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح الأكثر تدهوراً منذ بداية الحرب، نتيجة للحصار الإسرائيلي المفروض منذ بداية مارس الماضي، وسياسة تجويع السكان بشكل ممنهج، دون أي تدخل ملحوظ من المجتمع الدولي.
تدعو المنظمات الدولية إلى ضرورة إيصال الغذاء للفلسطينيين بشكل عاجل وبكميات كبيرة، ونبذ السياسة الأمريكية الإسرائيلية الجديدة التي أدت إلى الفوضى ووفاة الفلسطينيين المجوعين الذين يتزاحمون للحصول على المساعدات من النقاط الأربع المتاحة في القطاع.
مساعدات على شكل “هجمات قاتلة”
تشير الأمم المتحدة في أحدث بياناتها إلى أن ‘الهجمات القاتلة’ على المدنيين قرب مواقع توزيع المساعدات في غزة تمثل جريمة حرب. ووفقاً لمتابعة شاشوف، أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن هذه الهجمات على المدنيين المحتاجين غير مقبولة.
اليوم الثلاثاء، سقط 24 فلسطينياً وأُصيب أكثر من 200 آخرين، بينهم حالات حرجة، نتيجة قصف الاحتلال وإطلاقه النار على النازحين أثناء انتظارهم للمساعدات.
الاعتداءات ضد المدنيين تعد خرقاً جسيماً للقانون الدولي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى الانتهاكات المستمرة والقصف والتجويع الذي دام لأكثر من 20 شهراً، مما أسفر عن قتل المدنيين وتشريد 2.2 مليون فلسطيني.
وفقاً للإحصائيات التي تتبعها شاشوف، بلغ عدد القتلى في مراكز توزيع المساعدات خلال الأيام الثمانية الأخيرة 102 شخص، دون أي تحركات جدية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمات الإغاثة لوقف آلة القتل وفتح ممرات إنسانية آمنة تحت الإشراف الدولي.
لا تفي “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تم تأسيسها بدعم من إسرائيل وواشنطن، بأدنى الاحتياجات المطلوبة، ولا تقارن بأي شكل بآليات الأمم المتحدة في التوزيع، حيث تضم الآلية الجديدة أربع مراكز فقط في القطاع، مقارنة بـ400 مركز توزيع تابع للأمم المتحدة تشرف عليها وكالة “الأونروا” المستهدفة من قبل الاحتلال.
ويؤكد برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من مليوني شخص في غزة يعانون من جوع شديد، والكثيرون منهم مهددون بالمجاعة. وإذا لم يتم توفير الغذاء للقطاع، سيبقى انعدام الأمن والاضطرابات تحدياً حقيقياً، داعياً إلى السماح بدخول المساعدات الغذائية وتوزيعها بسرعة.
مع استمرار التصعيد الإسرائيلي والتجويع، تواصل قوات صنعاء فرض حصار جوي على الطيران من وإلى إسرائيل عبر استهداف مطار “بن غوريون” الاستراتيجي. وكان آخرها إعلان قوات صنعاء يوم أمس الاثنين عن استهداف المطار بصاروخ باليستي أجبر 4 ملايين صهيوني على اللجوء إلى الملاجئ وتعطيل حركة الملاحة في المطار، وفقاً للبيان العسكري.
تتزايد أزمة الطيران في إسرائيل نتيجة لهذه الهجمات، حيث ترفض شركات الطيران الكبرى السفر إلى هناك. أعلنت مجموعة شركات الطيران الألمانية “لوفتهانزا” عن تمديد تعليق الرحلات حتى 22 يونيو الجاري، بينما أجلت شركة الخطوط الجوية البولندية “لوت” رحلاتها حتى منتصف يونيو، وأوقفت الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها حتى نهاية يوليو، في حين علقت شركة طيران كندا رحلاتها حتى سبتمبر.
تحركات أوروبية جديدة
وفي الأثناء، تواصل بعض الدول الأوروبية تحركاتها للضغط على إسرائيل. أعلنت إسبانيا مؤخراً عن إلغاء صفقة لشراء 1700 صاروخ مضاد للدبابات من إسرائيل بقيمة 287 مليون يورو. ومن جهة أخرى، يجري مجلس أخلاقيات صندوق الثروة السيادي النرويجي، الذي تبلغ أصوله 1.9 تريليون دولار، تحقيقًا في ممارسات بنوك إسرائيلية بشأن تمويل البناء للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما قد يؤدي إلى سحب استثمارات تصل قيمتها إلى 500 مليون دولار.
في مايو، ذكر المجلس أنه يراجع كيفية توفير البنوك الإسرائيلية لضمانات تحمي أموال المستوطنين إذا انهارت الشركات التي تبني منازلهم في الضفة الغربية. ولا تُعرف أسماء البنوك، لكن البيانات الحديثة أظهرت أن الصندوق يمتلك أسهماً بنحو خمسة مليارات كرونة (500 مليون دولار) في أكبر خمسة بنوك إسرائيلية، مع زيادة بنسبة 62% في 12 شهراً.
تصعيد رغم جهود التهدئة
تستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم في ظل غارات عنيفة وعمليات نسف للمنازل في أجزاء مختلفة من غزة. وفي خضم هذا التصعيد، أعلنت حركة حماس عن استعدادها الفوري للدخول في جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، بهدف تجاوز نقاط الخلاف والوصول إلى اتفاق ينهي الحرب.
يأتي ذلك بعد أن أصدرت مصر وقطر بياناً مشتركاً أكّدتا فيه التزامهما بمواصلة جهودهما لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة في الحرب الإسرائيلية على غزة والبحث عن سبل لتجاوز النقاط الخلافية صوب اتفاق لوقف إطلاق النار، استناداً إلى مقترح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
تم نسخ الرابط
(function(d, s, id){
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id;
js.src = ‘//connect.facebook.net/ar/sdk.js#xfbml=1&version=v3.2’;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));