يوم التروية، هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وقد سمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يتروّون فيه من الماء بمكة ويخرجون به إلى مِنى وعرفات …
الجزيرة
يوم التروية: اليوم الثامن من شهر ذي الحجة
يعتبر يوم التروية، الذي يوافق اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، من أهم الأيام في إطار فريضة الحج. يأتي هذا اليوم ليشكل بداية مناسك الحج، حيث يقوم الحجاج بالاستعداد للانطلاق إلى عرفات، وهو اليوم الذي يسبق يوم عرفة، حيث يكتمل فيه النسك الأكبر.
أهمية يوم التروية
تكتسب أهمية يوم التروية من عدة جوانب:
-
الاستعداد الروحي والجسدي: هذا اليوم يمثّل فرصة للحجاج للاستعداد النفسي والروحي لمناسك الحج، حيث يقومون بالتوجه إلى مشعر منى لأداء مناسكهم.
-
التوقف والتأمل: يشجع هذا اليوم الحجاج على التأمل في معاني الحج وأهدافه الروحية، مثل العبودية والإخلاص لله.
- التضحية والإيثار: يمثل يوم التروية فرصة للحجاج لتجديد عهودهم مع الله، والإلهام بعقيدة التضحية والإيثار، مع التركيز على توفير الماء وتحضيره للانطلاق إلى عرفات.
طقوس يوم التروية
في يوم التروية، يبدأ الحجاج بالتحضير عن طريق الاغتسال والتطيب ولبس ملابس الإحرام. ومن ثم يتجهون إلى منى، حيث يقيمون هناك. يتم تقديم طقوس مثل:
- الصلاة في الجماعة: يقصد الحجاج المساجد لأداء الصلوات في أوقاتها، تعزيزًا لاجتماعهم وتلاحمهم.
- التقرب إلى الله: يتوجه الحجاج بالدعاء وقراءة القرآن، طالبين من الله القبول والغفران.
الدروس المستفادة
يوم التروية يقدم دروسًا بالجملة، أهمها:
- أهمية التخطيط والاستعداد: سواء كان في الحج أو في الحياة بشكل عام، يُظهر هذا اليوم قيمة التحضير والاستعداد للفعاليات الكبرى.
- تعزيز القيم الروحية: يذكرنا بأن الحج ليس فقط شعائر مادية، بل هو أيضًا رحلة روحية تهدف إلى التقرب إلى الله وتجديد الروح.
الخاتمة
يوم التروية هو يوم يعكس روح العبادة والتضحية والإيمان، حيث يتوحد المسلمون من جميع أنحاء العالم في مشاعر واحدة ونية واحدة. هو بداية لموسم الحج، ويشكل نقطة انطلاق نحو يوم عرفة، الذي يعد من أبرز أيام الحج وأعظمها. يمكن القول بأن يوم التروية يُعتبر بمثابة حجر الأساس الذي يهيئ الحجاج لمغامرتهم الروحية في رحاب بيت الله الحرام.