إعلان

ما الرسالة التي يبعثها نتنياهو من تصعيد القصف والغارات على غزة رغم التحركات الدبلوماسية الجارية؟ قراءة في رسالة التصعيد …
الجزيرة

ما الرسالة التي يبعثها نتنياهو من تصعيد القصف والغارات على غزة رغم التحركات الدبلوماسية الجارية؟

تشهد الساحة الفلسطينية تصعيدًا ملحوظًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، حيث يواصل جيش الاحتلال تنفيذ غارات جوية وقصف مكثف. يأتي هذا التصعيد في وقت تتجه فيه العديد من الأطراف الدولية نحو التوصل إلى حلول دبلوماسية تهدف إلى وقف التصعيد والحفاظ على السلام. ولكن ما الرسالة التي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إيصالها من خلال هذه الإجراءات العدوانية؟

إعلان

1. إثبات القوة العسكرية:

يسعى نتنياهو من خلال هذا التصعيد إلى التأكيد على قوة الجيش الإسرائيلي وقدرته على الرد بقوة على أي تهديدات تأتي من غزة. هذه الرسالة تهدف إلى تعزيز شعور الأمان لدى المجتمع الإسرائيلي، وخاصة في ظل الانتخابات القادمة التي يسعى فيها إلى تعزيز موقفه الشعبي.

2. إفشال التحركات الدبلوماسية:

بزيادة وتيرة الهجمات، يحاول نتنياهو تحويل الأنظار عن مساعي السلام التي تقودها بعض الدول. هذا التصعيد يعمل على إظهار الواقع العسكري كأمر أكثر إلحاحًا من أي محادثات دبلوماسية، بالتالي يصبح الحوار أقل جاذبية.

3. الضغط على الفصائل الفلسطينية:

نتنياهو يهدف إلى إرسال رسالة واضحة للفصائل الفلسطينية بأن استخدام العنف لن يؤتي ثماره، وأن إسرائيل ستظل ترد بقوة على أي استفزاز. القصف المكثف يحاول كسر إرادة الفصائل وإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط إسرائيلية.

4. استثمار الوضع الدولي:

في ظل تباين ردود الأفعال الدولية حول الأزمات المختلفة، يمكن لنتنياهو أن يستغل الوضع لتعزيز سياسات حكومته. التصعيد العسكري قد يمثل محاولة لاستباق ردود الفعل الدولية، ولإيجاد ذريعة لمواجهة الانتقادات المحتملة.

5. إشغال الرأي العام:

مع تزايد التحديات الداخلية، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، يسعى نتنياهو عبر التصعيد إلى تحويل اهتمام الرأي العام نحو القضايا الخارجية، وخاصة الصراع مع الفلسطينيين. هذه الاستراتيجية قد تساعده في تقليل الضغط عليه من قبل معارضيه.

الخاتمة:

إن التصعيد العسكري الذي يمارسه نتنياهو ضد غزة يأتي في إطار سعيه لإرسال رسائل متعددة إلى المجتمع الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية والمجتمع الدولي. ومع ذلك، تبقى العواقب الإنسانية والسياسية لهذا التصعيد كبيرة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة. إن الحلول الدبلوماسية تظل الخيار الأمثل لتفادي المزيد من العنف والدمار، ولكنه خيار يبدو بعيد المنال في ظل الأجواء الحالية.

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا