كشف مصدر أمني في المقاومة الفلسطينية للجزيرة أنه تبين لها أن قوة المستعربين التي استهدفتها كتائب القسام شرقي رفح هي مجموعة من …
الجزيرة
ما الخصوصية التي حملها إعلان المقاومة الفلسطينية استهداف مستعربين في قطاع غزة؟
في ظل التصعيد المتواصل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، خرجت فصائل المقاومة في قطاع غزة بإعلان يلفت الأنظار، وهو استهداف المستعربين، الذين يعتبرون وحدة من وحدات الجيش الإسرائيلي تعمل في الخفاء، وتلعب دورًا حيويًا في تنفيذ عمليات التجسس والتدخل في الشؤون الفلسطينية. يعكس هذا الإعلان عدة أبعاد تتعلق بالخصوصية الأمنية والسياسية والإنسانية.
1. الخصوصية الأمنية
تتمثل الخصوصية الأولى في الجانب الأمني، حيث تعتبر العمليات التي يقوم بها المستعربون جزءاً من الحرب الاستخبارية التي تستهدف زعزعة الاستقرار داخل المجتمعات الفلسطينية. إن استهدافهم يعد رسالة قوية من المقاومة تُظهر قدرتها على التصدي لأعداء الداخل الذين يعملون تحت غطاء المواطنة الفلسطينية. هذا الاستهداف يُعتبر تحذيرًا لكل من يفكر في التعاون مع الاحتلال أو العمل ضده، ما يعكس تفهم المقاومة لأهمية الحرب النفسية بجانب الحرب العسكرية.
2. المشروعية السياسية
أما على المستوى السياسي، فإن هذا الإعلان يسلط الضوء على فعل المقاومة من جهة، ويعبر عن ضرورة الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال. تعزز هذه الخطوة من مشروعية المقاومة وتظهر حجم التحدي الذي تطرحه على الاحتلال. إن تحديد الفئات المستهدفة يجعله أكثر وضوحاً للمواطن الفلسطيني، مما يساهم في زيادة الدعم الشعبي للمقاومة ويسلط الأضواء على التعقيدات التي تتحملها المجتمعات الفلسطينية جراء الاحتلال والإجراءات القمعية.
3. الخصوصية الإنسانية والاجتماعية
من جهة أخرى، يُعكس استهداف المستعربين بعدًا إنسانيًا، حيث يواجه الفلسطينيون تهديدات متواصلة من قِبل الاحتلال، يُضاف إليها هؤلاء المستعربون الذين يجمعون بين العمل العسكري والمدني، مما يستدعي تعاطفًا إنسانيًا عامًا مع تلك القضايا. إن التصدي لهم لا يتطلب فقط القوة العسكرية، بل يتطلب أيضاً إيصال موقف المقاومة للشعب الفلسطيني في خياراته المجتمعية.
4. التأثير على قواعد الاشتباك
إن إعلان المقاومة الفلسطينية عن استهداف المستعربين يُحدث تغيرًا في قواعد الاشتباك التي كانت سائدة لمدة طويلة. فقد أظهرت الأحداث أن المعركة لم تعد مقتصرة على المعدات العسكرية فقط، بل أصبحت تشمل الجوانب الاجتماعية والنفسية أيضًا. قد يكون هذا الإعلان بداية لمرحلة جديدة في الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، تتجاوز الأبعاد التقليدية لتدخل في عمق الحياة اليومية والأمن الشخصي.
خاتمة
إن إعلان المقاومة الفلسطينية استهداف المستعربين في قطاع غزة ليست مجرد عملية عسكرية، بل هي خطوة تحمل معانٍ عديدة تمس الأمن والسياسة والإنسانية. إنها رسالة واضحة أن المقاومة لا تقتصر على الدفاع ولكن تتضمن أيضًا الهجوم على كل عناصر الاحتلال، حتى لو كانوا في ثوب المواطن. تحمل هذه التطورات معها تطورات مستقبلية غامضة فيما يتعلق بأمن الاحتلال وفهم الفلسطينيين لطبيعة الصراع.
