تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة تظهر رجال ينهارون خلال صلاة الجنازة على أقاربهم مرفقة بعدة تعليقات من بينها ما …
الجزيرة
ما أصعب وداع الأحبة في غزة.. رجال ينهارون خلال صلاة الجنازة على أقاربهم
في مشهد مؤلم يتكرر في شوارع غزة، حيث تتصاعد أصوات الأنين والبكاء، يعبر الناس عن حزنهم العميق لفقدان أحبائهم. تكتظ المساجد، وتُرفع الأيادي بالدعاء في صلاة الجنازة، ولكن ما يشتت الأذهان هو انهيار الرجال الذين يسعون لتقديم العزاء، إذ يصبح الحزن ثقيلًا وألم الفراق جليًا في عيونهم.
تُعد غزة بواقعها الصعب، مسرحاً لمآسي متعددة. فكل يوم يحوي في طياته قصص وأحزان جديدة، ترتبط بفقدان عزيز أو قريب في زخم الأحداث العنيفة التي تلاحق سكان هذه البقعة التي تعاني من حصار مستمر وصراعات متكررة. وداع الأحبة هنا يختلف عن أي مكان آخر؛ فالفقد ليس فقط لفرد، بل هو فقد لعائلة بأكملها.
خلال صلاة الجنازة، تتجلى مشاعر الفراق بوضوح، حيث ينهار الرجال تحت وطأة الألم، يخطون خطواتهم ببطء إلى جانب الجثمان، عيونهم تسرد حكايات لم تُروى بعد. كل دمعة تسقط تمثل حكاية محب فقد الأمل، أو شاب كان يحلم بمستقبل أفضل. تتوقف الكلمات، ويصبح الصمت هو اللغة الوحيدة التي تعبر عن مشاعر الحزن العميق.
وتمثل صلاة الجنازة تقليدًا هامًا في الثقافة الإسلامية، ولكنها هنا تأخذ بُعدًا آخر. فأثناء تلاوة الدعاء، تشعر وكأن الزمن يقف، وتستحضر الدموع ذكريات الأيام السعيدة ووجوه الراحلين الذين كانوا جزءًا من الحياة اليومية. تتعالى الأصوات بالدعاء، لكن الانهيار النفسي يسيطر على الكثيرين، مما يجعل مسرح الوداع مشهدًا نبيلًا وعاطفيًا في نفس الوقت.
كلما انطلقت أصوات التكبير، كلما زادت شدة الألم. يتذكر الجميع المواقف المشتركة والأحاديث التي كانت تُ exchanged قبل الفراق، ويتساءلون عن مستقبلهم دون وجود هؤلاء الأحبة الذين كانوا السند والداعم. يُدرك الرجال أن الفراق ليس مجرد انتهاء علاقة، بل هو انكسار لنمط حياة سنوات.
تتوحد غزة شهرًا تلو الآخر، وضحية تلو الأخرى، ليظل السؤال ملحًا: كيف يتحمل الناس كل هذه الأعباء؟ لكنها القوة التي تبرز في مجتمع يواجه الصعاب، حيث تتجدد الروابط بين الأحياء، ويصبح الفقد سببًا للمزيد من الوحدة والتكاتف، على الرغم من كل شيء.
في نهاية الأمر، يظل وداع الأحبة في غزة مأساة تُعبر عن صمود شعب لا يعرف الانكسار، فحتى في لحظات الوداع، يتجلى الأمل في قلوبهم، ويبقى ذكرى الراحلين خالدة في الذاكرة. ومع مرور الأيام، قد تبقى الآلام ولكن الأمل في غدٍ أفضل لا ينطفئ.