اضطرت السيدة الفلسطينية هناء غباين من غزة للذهاب إلى رام الله مع ابنها أحمد ليتلقى العلاج بسبب إصابته بمرض السرطان. وبينما هي …
الجزيرة
لم يعد هناك عيد: قصة فلسطينية تتنقل مع ابنها لتلقي العلاج
في واقعٍ مؤلم يسطره الاحتلال، تبدو الأعياد كأنها حلم بعيد لم يعد له وجود في حياة عائلات فلسطينية فقدت كل شيء. تتجسد هذه المعاناة في قصة امرأة فلسطينية تُلقب بأم العلاء، التي ترافق ابنها المريض في رحلتها اليومية إلى المستشفى.
فقدان الأمل
عانت أم العلاء من فقدان جميع أفراد أسرتها نتيجة الحرب والاحتلال. كان زوجها وأبناؤها ضحية العنف والدمار، مما جعلها تعيش في حالة من الحزن العميق وفقدان الأمل. على الرغم من ذلك، لم تفقد قوتها، بل أصبحت تُعطي جلّ جهدها لرعاية ابنها الذي يحتاج إلى علاج مستمر.
تقول أم العلاء: "لم يعد لي عيد، كلها أيام حزينة. كيف لي أن أحتفل والعيد يعني لم شمل الأسرتي، وقد فقدت كل شيء؟ العيد بالنسبة لي هو يوم عادي ككل الأيام، لا معنى له بدونهم."
رحلة العلاج
تبدأ رحلة أم العلاء كل صباح مع ابنها الذي يعاني من حالة صحية خطيرة. تستقلّ وسائل النقل العامة التي تعبر الحواجز الأمنية، حيث تواجه صعوبات كبيرة أثناء تنقلها. ورغم كل العقبات، تتمسك بالأمل في شفاء ابنها.
تتحدث بحزن عن معاناتهم في المستشفيات، حيث تفتقد الدعم العاطفي الذي كان يقدمه لها زوجها وأبناؤها. ولكنها تجد في ابنها الصغير الأمل، فهو يشكل نوراً في حياتها المظلمة.
صوت النساء الفلسطينيات
قصتها ليست وحيدة، إذ تعاني الكثير من النساء الفلسطينيات من ظروف مشابهة. التوجه إلى المستشفى هو بحد ذاته معركة. لا تتعلق المعاناة فقط بالوضع الصحي، بل تضاف إليها التحديات النفسية والاجتماعية. تحاول الكثير منهن التغلب على الوضع عن طريق الانخراط في أنشطة تطوعية أو دعم بعضهن البعض في مجتمعهن.
رسالة أمل
على الرغم من كل الظلم والمعاناة، تبقى أم العلاء صوت الأمل. تقول: "لن أستسلم، سأقاتل من أجل ابني. ربما لا يعود لي العيد، لكنني سأحقق لأبنائي شيئًا من الحياة. الأمل موجود دائمًا، ويجب علينا الحفاظ عليه."
تظل رحلة أم العلاء صورة حية لقوة الإرادة والصبر، تذكيرًا لنا جميعًا بأن الأمل يمكن أن ينمو حتى في أحلك الأوقات، وأن كل يوم هو فرصة جديدة للقتال من أجل الغد.
في النهاية، تظل هذه القصة سطرًا من سطور معركة الفلسطينيين اليومية، تذكيرًا بأهمية السلام والأمان لأجيالنا القادمة، ولحقهم في الحياة الطبيعية، بما فيها الاحتفال بالأعياد وكافة المناسبات.