قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ بعد إطلاق صاروخ من اليمن اليوم. في وقت قالت …
الجزيرة
كيف يقرأ الداخل الإسرائيلي صواريخ أنصار الله من اليمن؟
في السنوات الأخيرة، أصبحت الجماعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط تشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا لدول المنطقة، ومن بينها صواريخ جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن. يُنظر إلى هذه الصواريخ، التي تُطلق بين الحين والآخر نحو الأراضي السعودية، وكأنها تهديد متزايد يُلقي بظلاله على استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها. لكن كيف يقرأ الداخل الإسرائيلي هذا التهديد؟
الرؤية الاستراتيجية الإسرائيلية
تعتبر إسرائيل أن صواريخ أنصار الله ليست مجرد تهديد محلي للسعودية، بل تُعَدُّ تهديدًا أوسع يتجاوز حدود اليمن. يُفهم الحوثيون على أنهم جزء من محور المقاومة، الذي يشمل إيران وحزب الله، وبالتالي فإن أي تطور في القدرات العسكرية للحوثيين يُعتبر مسألة خطيرة بالنسبة للأمن القومي الإسرائيلي.
البعد الاقتصادي والنفطي
الأمن الإقليمي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستقرار الاقتصادي، خاصةً فيما يتعلق بإمدادات النفط. حيث إن أي اعتداء بالصواريخ على المنشآت البترولية في الخليج يمكن أن يؤثر على أسعار النفط العالمية. لذا، فإن إسرائيل تتابع بقلق أي تحركات للحوثيين قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع في هذه المنطقة الحيوية.
تعزيز الدفاعات الإسرائيلية
رداً على هذه التهديدات، اتخذت إسرائيل خطوات لتعزيز أنظمتها الدفاعية. قد يتضمن ذلك تطوير أنظمة الصواريخ الاعتراضية مثل "القبة الحديدية" لتعزيز قدرتها على مواجهة أي تهديد محتمل يأتي من الجبهات الجنوبية. ومن المتوقع أن تقوم إسرائيل أيضًا بالتعاون مع حلفائها، مثل الولايات المتحدة، لتبادل المعلومات واستخدام التكنولوجيا المتقدمة لتطوير استراتيجيات دفاعية أكثر كفاءة.
التأثير على العلاقات الإسرائيلية-العربية
تسجل صواريخ الحوثيين أيضًا تأثيرًا على العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية. حيث إن تصعيد التهديدات من الحوثيين قد يحقق نوعًا من التعاون بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، حيث يتشارك الجميع في مخاوف من التوسع الإيراني في المنطقة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، وتحقيق خطوات إضافية نحو تطبيع العلاقات.
الخاتمة
إن قراءة الداخل الإسرائيلي لصواريخ أنصار الله ليست مجرد قراءة تهديد عسكري، بل تتداخل فيها مخاوف اقتصادية واستراتيجية وأمنية ونفسية أيضًا. وما يجري في اليمن لا يُؤثر فقط على استقرار المنطقة، بل يعكس أيضًا تعقد الصراعات وأبعادها المتعددة التي تؤثر على الأمن القومي الإسرائيلي. وفي الوقت الذي يستمر فيه تصاعد هذه التهديدات، من المهم أن تبقى الدوائر السياسية والأمنية على استعداد للتعامل مع ما قد يطرأ من مستجدات في المشهد الإقليمي.