كيف تفعّل الصين إرث ماو في حربها الاقتصادية مع الولايات المتحدة؟ #الجزيرة #الصين #أمريكا #رقمي …
الجزيرة
كيف تفعّل الصين إرث ماو في حربها الاقتصادية مع الولايات المتحدة؟
تواجه الصين في السنوات الأخيرة تحديات اقتصادية واضحة في ظل الحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة. ورغم التوترات السياسية والتجارية، وجد صانعو السياسات في بكين في إرث الزعيم الشيوعي ماو تسي تونغ أدوات لاحتواء الضغوط الاقتصادية وتوجيه البلاد نحو أهداف استراتيجية معاصرة.
إعادة إحياء الأيديولوجية الماوية
تنبع أهمية إرث ماو في السياق الحالي من تركيزه على الاكتفاء الذاتي والتضامن الجماعي. من خلال إعادة إحياء بعض مفاهيمه، تسعى الصين إلى تعزيز القدرة الاقتصادية الوطنية وتقليل الاعتماد على الواردات، وخاصة من الولايات المتحدة. تظهر هذه الأيديولوجية في استراتيجيات مثل "صنع في الصين 2025" والتي تهدف إلى تعزيز الصناعات المحلية وتقنيات المستقبل.
الدروس من الانغلاق الاقتصادي
ماو كان معروفاً بفترة الانغلاق الاقتصادي والصراعات التي شهدتها الصين في الخمسينيات والستينيات. رغم العواقب السلبية لتلك السياسات، إلا أن بعض الجهات الحكومية الصينية ترى فيها دروساً مهمة. بفعل التوترات التجارية، تم تفعيل سياسات حماية ودعم محلية من أجل تحفيز الإنتاج الوطني وتعزيز الاستقلال الاقتصادي.
تعزيز القوة العسكرية والاقتصادية
تحت قيادة ماو، اعتبرت الصين القوة العسكرية جزءاً أساسياً من استراتيجيتها. اليوم، تستثمر الصين في تطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية كوسيلة لحماية مصالحها الاقتصادية. إن زيادة الإنفاق على العلوم والتكنولوجيا تعتبر جزءاً من استراتيجية الدفاع الوطنية، مما يساعد على تعزيز قدرتها على المنافسة مع الولايات المتحدة.
ردود الفعل الشعبية
كما يعتمد النظام الحالي على استخدام القوة الناعمة وذهنية قومية لتعزيز الولاء بين المواطنين. يلعب الخطاب الوطني الذي يروج لإرث ماو ودعمه للشعب دوراً مهماً في تحفيز الفخر الشعبي وتعزيز وحدة الصف.
التحولات الاقتصادية والابتكار
من جهة أخرى، تدرك الحكومة الصينية أهمية الابتكار والتكنولوجيا الحديثة في مواجهة التحديات الاقتصادية. ولذلك، حفزت الشركات المحلية على الابتكار لتقليص الفجوة التكنولوجية مع الولايات المتحدة. يتمثل ذلك في استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والقطاعات المستقبلية.
الخاتمة
تظهر الصين قدرة فائقة في توجيه إرث ماو لخدمة أغراضها الاقتصادية في ظل التوترات مع الولايات المتحدة. من خلال استثمارها في التحول الوطني، وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية، وتقوية قوتها العسكرية، تسعى الصين جاهدة لتأمين مكانتها كقوة عالمية رائدة. يظل إرث ماو مكملاً أساسياً لإستراتيجية بكين، يساعدها على التكيف مع التغييرات العالمية والسعي نحو النجاح في الصراع الاقتصادي المحتدم.