في مشهد مأساوي، أظهرت صور لحظات مؤثرة للطفلة /وردة الشيخ خليل/ وهي تحاول النجاة من بين ألسنة اللهب، عقب غارة إسرائيلية استهدفت …
الجزيرة
طفلة تحاول النجاة من النار بعد القصف الإسرائيلي على مدرسة الجرجاوي في حي الدرج
في صباح يوم عادي، كان حي الدرج في غزة يشهد حياةً طبيعية، حيث تتوجه الأطفال إلى المدارس حاملين الحقائب على ظهورهم، مليئين بالأحلام والتطلعات. ولكن، تحولت هذه الحياة الهادئة إلى كابوس في لحظات، عندما استهدفت الطائرات الإسرائيلية مدرسة الجرجاوي، مما أدى إلى دمار واسع ونيران مشتعلة.
كانت هناك طفلة صغيرة، لم يتجاوز عمرها عشر سنوات، تجلس في صفها الدراسي، تتعلم وتلعب مع أصدقائها، تلفتت نحو النافذة حيث كانت الشمس تشرق بأشعتها الذهبية. لكن هذا الفرح سرعان ما تغير عندما دوّت أصوات الانفجارات العنيفة. هرع الطلاب والمعلمون نحو المخرج، ولكن النيران بدأت تندلع في أروقة المدرسة، مما جعل الخروج صعباً وخطراً.
تكمن شجاعة هذه الطفلة في لحظات الخطر. رغم الفوضى والذعر الذي خيم على المكان، قادت نفسها وآخرين نحو أقرب مخرج، متخطية العوائق والنيران التي كانت تلتهم كل ما حولها. تصاعد الدخان بشكل كثيف، وكانت الأنفاس تتقطع في جو من الخوف والرعب. إلا أنها تذكرت كلمات والدتها التي دائماً ما تشدد على أهمية الحفاظ على الهدوء في الأوقات الصعبة، مما منحها القليل من القوة والثقة.
تمكنت الطفلة من الخروج من المدرسة، وهرعت إلى الشارع حيث تواجد الكثير من الناس الذين كانوا يحاولون تقديم المساعدة. ومع ذلك، كانت مشاهد الدمار وصراخ المتضررين تلاحقها. كانت تأمل أن تجد أهلها، وتدعوا أن يكونوا بخير.
هذا الحادث المحزن يعكس المعاناة الكبيرة التي يعيشها سكان غزة، خاصة الأطفال الذين يعيشون في بيئة مليئة بالتوتر والقلق. تصرع حوادث القصف والدمار أحلامهم الطفولية، ويعيشون كل يوم تحديات جديدة في محاولة للبقاء على قيد الحياة.
إن قصص مثل هذه الطفلة تحتاج إلى أن تُروى، وليس فقط لإظهار المعاناة، بل لنُشعل الوعي بأهمية السلام وضرورة السعي نحو عالم خالٍ من الحروب والدمار. قابلية الأطفال للنجاة والأمل في غدٍ أفضل، هي ما يجب أن يُركز عليه الجميع، لأن الأمل هو ما يدفعهم للاستمرار.
عسى أن نستطيع أن نرى يوماً تسود فيه المحبة والسلام، حيث يمكن لجميع الأطفال اللعب والتعلم دون خوف من الحروب.