فصل من فصول الحضارة الإسلامية، الرواق العثماني في المسجد الحرام بين التوسعة العثمانية وتاريخها المعماري #الجزيرة #الرواق_العثماني …
الجزيرة
الرواق العثماني في المسجد الحرام: بين التوسعة العثمانية وتاريخها المعماري
يُعدّ المسجد الحرام في مكة المكرمة من أقدس المواقع في العالم الإسلامي، ويجذب ملايين الزوار سنوياً. ومن ضمن المعالم الفريدة فيه هو الرواق العثماني، الذي يمثل نقطة التقاء بين التاريخ والعمارة الإسلامية الرائعة.
تاريخ التوسعة العثمانية
بدأت التوسعات العثمانية للمسجد الحرام في القرن السادس عشر. في عام 1571، أمر السلطان سليم الثاني بتوسيع المسجد لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجيج. تم تنفيذ المشروع تحت إشراف المعماري المعروف سنان، الذي ساهم بشكل كبير في تطوير العمارة الإسلامية.
تضمنت التوسعة العثمانية إضافة الرواق الذي يعكس الفنون المعمارية العثمانية، حيث تم استخدام الأعمدة الرخامية والشبابيك المزخرفة التي تجسد جمال الأسلوب المعماري. وقد كانت هذه التوسعة عبارة عن محاولة لجعل المسجد أكثر استيعاباً، وخاصة في مواسم الحج.
التصميم المعماري
يمتاز الرواق العثماني بالعديد من العناصر المعمارية الفريدة، حيث يتميز بوجود أعمدة ضخمة تحمل سقفاً مرتفعاً، مما يعطي شعوراً بالاتساع والخفة. وقد استخدم في تصميمه بلاط الرخام الملون والزخارف الهندسية التي تعتبر سمة مميزة للهندسة العثمانية.
يُعتبر الرواق العثماني حلقة وصل بين المصلين والكعبة المشرفة، ويحتوي على أماكن للراحة وظلال تحمي الزوار من حرارة الشمس. كما يتضمن عدة أبواب تساهم في تسهيل حركة الحجيج.
الأثر الثقافي والديني
يمثل الرواق العثماني جزءًا مهماً من التراث الثقافي والديني الإسلامي، حيث يعكس فترات الازدهار التي شهدتها الدولة العثمانية. وكونه موقعاً تاريخياً ومعمارياً، فإنه يعتبر شاهداً على التفاعل بين مختلف الحضارات الإسلامية.
لقد أصبح الرواق العثماني رمزاً للفخر والهوية الإسلامية، حيث يجتمع فيه المسلمون من مختلف أنحاء العالم لأداء صلواتهم وعباداتهم، مما يعزز الروابط الروحية بين الشعوب.
الخاتمة
الرواق العثماني في المسجد الحرام ليس مجرد مساحة معمارية، بل هو تجسيد للتاريخ والدين والثقافة. إن التوسعة العثمانية، التي أُنجزت بعناية وإبداع، لازالت تُشكل محورًا لهويّة المسجد وعبادته. يستمر الرواق في استقبال القلوب الطامحة للسكينة والخشوع، ليبقى رمزاً للإيمان والتاريخ على مر العصور.