أضافت قوات الاحتلال أكثر من ثلاثين فلسطينيا إلى قائمة الشهداء الذين استهدفتهم لدى تدفقهم على مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، …
الجزيرة
الآلية الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة: طعام للجوعى أم طعوم لاصطيادهم؟!
في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، تبرز مسألة المساعدات الدولية كعنوان رئيسي للنقاش. ومن بين الجهات الرئيسية الفاعلة في توزيع تلك المساعدات، تبرز الآلية الإسرائيلية الأمريكية التي تثير العديد من التساؤلات حول نواياها وأهدافها الحقيقية.
المساعدات الإنسانية: ضرورة ملحة
يعاني سكان غزة من أزمة إنسانية خانقة بسبب الحصار المستمر والمتفاقم، حيث تقطعت بهم السبل في ظل غياب الأمن الغذائي والاحتياجات الأساسية. تأتي المساعدات الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة، كحبل نجاة للعديد من الأسر الجائعة. تشمل هذه المساعدات السلع الغذائية، الأدوية، والمستلزمات الأساسية للحياة اليومية.
الآلية الإسرائيلية الأمريكية: الشفافية والمصالح
إلا أن الشفافية في هذه الآلية تظل موضع جدل. فعلى الرغم من وجود آليات تُعزز من توزيع المساعدات، يشكك الكثيرون في نوايا هذه الآلية. يطرح البعض تساؤلات حول ما إذا كانت تلك المساعدات تهدف حقًا لتلبية احتياجات المواطنين الفلسطينيين، أم أنها تستخدم كوسيلة للضغط السياسي، أو حتى كدافع لتحقيق أهداف استراتيجية في المنطقة.
الطعوم لاصطياد الجوعي
يعتبر البعض أن تقديم المساعدات قد يكون بمثابة "طعوم" تستدرج السكان إلى مسارات معينة. فتوزيع المساعدات يكون غالبًا مشروطًا بعدة عوامل سياسية تلزم المستفيدين بعدم الانخراط في أنشطة لا تحظى بموافقة الجهات المانحة. وبالتالي يُخشى أن تتعرض هذه المساعدات لاستغلال سياسي، حيث قد يُستخدم توزيعها كوسيلة للسيطرة على المجتمعات المحلية.
مسارات صحيحة للمساعدات
هناك حاجة ملحة لإنشاء نظام أكثر شفافية واستدامة لتوزيع المساعدات في غزة. يجب أن يكون الهدف هو تحقيق الاكتفاء الذاتي لفلسطينيي غزة، بدلاً من الاعتماد المستمر على المساعدات الخارجية. وكذلك، من الضروري أن يكون هناك آليات مستقلة عن الضغوط السياسية التي قد تؤثر سلبًا على توزيع المساعدات وضمان وصولها إلى مستحقيها.
الخلاصة
في النهاية، تبقى مسألة المساعدات الإنسانية في غزة موضوعًا معقدًا. ما بين الأمل في توفير الغذاء للجائعين، وتحذيرات من استغلال المساعدات لأغراض سياسية، يتوجب على المجتمع الدولي إعادة النظر في نهج المساعدات والتأكيد على الأبعاد الإنسانية التي يجب أن تكون في صميم أي عملية إنسانية. تجعلنا هذه الأبعاد نفكر بشكل أعمق في استراتيجية توزيع المساعدات، بعيدًا عن أي تحيزات أو مصالح شخصية.