نشرت وزارة الداخلية السورية مشاهد توثّق لحظة اعتقال عدد من المتورطين في مجزرة الحولة التي وقعت عام 2012 شمال غربي حمص، وأسفرت عن …
الجزيرة
اعترافات صادمة لعناصر من النظام السوري السابق شاركوا في مجزرة الحولة
في واحدة من أبشع المجازر التي شهدتها الثورة السورية، تبرز مجزرة الحولة كحدث لا يمكن تجاهله. في 25 مايو 2012، ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة مروعة في بلدة الحولة، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم العديد من النساء والأطفال. وقد تركت هذه المجزرة آثارًا عميقة في وجدان الشعب السوري والمجتمع الدولي، لكن اعترافات بعض العناصر المشاركين في تلك الأحداث قد تعيد فتح جراح الماضي.
تفاصيل المجزرة
تحدث الناجون والشهود عن مشاهد مروعة، حيث اقتحمت قوات النظام البلدة، وبدأت بإطلاق النار على المدنيين بشكل عشوائي. استخدمت القوات القذائف المدفعية والرصاص الحي، بينما كانت النساء والأطفال يحاولون الهرب وسط الفوضى والذعر. وحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان، كانت مجزرة الحولة نتيجة لقرار مدبر للقضاء على أي مقاومة محتملة في هذه المنطقة.
اعترافات العناصر
بعد مرور سنوات على الأحداث، قرر بعض العناصر السابقين في جيش النظام السوري التعبير عن ندمهم. في مقابلات حصرية، كشفوا عن تفاصيل صادمة. أكد أحد الجنود:
"كنا نُعطى أوامر مباشرة من القيادة لإعدام كل من نرى أنه يشكل تهديدًا للنظام، ولم يكن لدينا خيار سوى التنفيذ. كانت الأوامر واضحة، وكان العقاب لمن يتردد شديدًا".
عن المجزرة، أضاف عنصر آخر:
"عندما دخلنا الحولة، لم نصادف سوى فتيات وأطفال. لقد كان من الصعب عليّ أن أرى هذا، لكن الخوف من العقاب والمحاسبة جعلنا نفقد إنسانيتنا".
التداعيات
تمثل هذه الاعترافات دليلاً أليمًا على الوحشية التي شهدتها الثورة السورية. ورغم مرور سنوات، لا يزال الكثير من الناجين يعيشون في حالة من الفزع والصدمة، بينما يحاول المجتمع الدولي البحث عن سبل لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم.
دعوة للمحاسبة
تسعى العديد من المنظمات الحقوقية إلى تحقيق العدالة للضحايا، وأكدت أن هذه الاعترافات يجب أن تشكل قاعدة للمزيد من التحقيقات. فقد حان الوقت للمجتمع الدولي أن يتحرك ويؤكد على أهمية محاسبة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية.
خاتمة
إن الاعترافات الصادمة لعناصر من النظام السوري السابق تعكس واقعًا مؤلمًا، يتطلب مواجهة شجاعة للحقائق وتحقيق العدالة. يجب أن يكون هناك اعتراف بما جرى في الحولة وكل المناطق السورية، فالثراء الحقيقي لوطن يستدعي الاعتراف بالمآسي والجرائم، والعمل على منع تكرارها في المستقبل.