تعاني إسرائيل من أضرار هائلة بسبب الضربات الإيرانية، خاصة في مجمع بازان النفطي، الذي يعد أكبر مصفاة نفطية في البلاد. الهجمات أدت إلى إغلاق بعض المنشآت، مما أثر سلباً على إمدادات النفط المطلوبة للاقتصاد. وفقاً للمدير العام لمنظمة ‘المسار الأخضر’، المجمع يمثل ‘كارثة محتملة’ ويحتاج إلى الإخلاء الفوري. تكبدت إسرائيل تكاليف عسكرية باهظة تصل إلى 733 مليون دولار يومياً، مع تعديل توقعات النمو الاقتصادي سلباً. الضغوط العسكرية والاقتصادية تتزايد، مما يهدد مستقبل البلاد.
تقارير | شاشوف
إسرائيل تواجه دماراً غير مسبوق نتيجة الضربات الإيرانية، حيث أسفرت تلك الضربات عن أضرار جسيمة في خطوط أنابيب نقل النفط ومجمع بازان النفطي بميناء حيفا، مما دفع شركة بازان، المشغلة للمصافي، إلى الإعلان عن إغلاق بعض منشآتها وتقييم الأضرار.
تمتاز مصفاة بازان بأهمية كبيرة في إسرائيل، حيث تُعد أكبر مصفاة نفطية في البلاد وتدير منشأة لتكرير النفط والبتروكيميائيات بالقرب من ميناء حيفا، بسعة تكريرية تصل إلى 197 ألف برميل يومياً، ما يعادل حوالي 9.8 ملايين طن سنوياً.
وحسب المعلومات المتوفرة لدى شاشوف، يُوزع 70% من منتجات بازان في السوق الإسرائيلية، بينما تُصدَّر النسبة المتبقية إلى الأسواق العالمية، مع تركيز على دول شرق البحر الأبيض المتوسط. يشكل تكرير النفط الخام حوالي 85% من عمليات الشركة، بينما تَحتل مصفاة مجموعة بازان المرتبة التاسعة على مؤشر نيلسون الذي يقيم قدرة المصفاة على إنتاج المنتجات البترولية ذات القيمة العالية.
توفر شركة بازان العديد من المنتجات المستخدمة في العمليات الصناعية والزراعة والنقل، كما تقدم خدمات التخزين والنقل للمنتجات النفطية، فضلاً عن الكهرباء والبخار للعملاء الصناعيين في المنطقة.
إلعاد هوخمان، المدير العام لمنظمة “المسار الأخضر” البيئية، أشار إلى أن الأضرار التي لحقت ببُنى مجمع بازان التحتية تُعتبر ‘كارثة تنتظر الانفجار’. وفقاً لمصدر من شاشوف في صحيفة يديعوت أحرونوت، يتضمن مجمع بازان أكبر منشأة نفط في إسرائيل، وتقع في قلب منطقة حضرية يقطنها مئات الآلاف، بالقرب من المنازل والمستشفيات والمؤسسات التعليمية. أكد هوخمان أن مجمع بازان يمثل هدفاً استراتيجياً لا يقل عن القاعدة العسكرية أو المطار.
طالب هوخمان بإخلاء المجمع الاستراتيجي على الفور، ووجه انتقادات للحكومة الإسرائيلية بسبب أسلوب تعاملها مع المجمع، مشيراً إلى أن الاعتبارات الاقتصادية لا يجب أن تتفوق على أمن الجمهور، وأن الحكومات، بدلاً من اتخاذ الإجراءات، فضلت إنكار الخطر.
تكاليف باهظة لحرب جديدة
بالإضافة إلى كون النفط دعامة للاقتصاد الإسرائيلي، تتحمل إسرائيل في مواجهاتها الحالية مع إيران نفقات عسكرية مباشرة تفوق 733 مليون دولار يومياً.
وفقاً لمصادر شاشوف في يديعوت أحرونوت، تجاوزت التكاليف في اليومين الأولين من المواجهة العسكرية 1.54 مليار دولار، مُوزعة بين عمليات الهجوم والدفاع، دون احتساب الأضرار في الممتلكات المدنية والتداعيات الاقتصادية الأوسع.
شملت التكاليف الضربة الإسرائيلية الأولى على إيران فجر الجمعة، والتي تم تقديرها بأكثر من 632 مليون دولار، بينما تم تخصيص المبلغ المتبقي لتدابير دفاعية مثل استخدام الصواريخ الاعتراضية وتعبئة الاحتياط.
حددت وزارة المالية الإسرائيلية سقف العجز بنسبة 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي للسنة المالية الحالية، بما يعادل 29.5 مليار دولار، وقد تم استنفاد معظمه بالفعل خلال الحرب على غزة، مما لا يشمل الحرب مع إيران.
أدت هذه الحرب الأخيرة إلى مراجعة التوقعات الاقتصادية لإسرائيل، حيث خفضت الوزارة توقعات النمو لعام 2025 من 4.3% إلى 3.6%، بناءً على افتراض أن استدعاءات خدمة الاحتياط ستنخفض بدءاً من الربع الثالث، وهو سيناريو يبدو الآن بعيد المنال، خصوصاً مع تكثيف العمليات في غزة، واشتداد المعركة الحالية مع إيران، مما وضع إسرائيل أمام خطر إضافي يهدد الاقتصاد بمزيد من التحولات نحو الأسوأ.
تم نسخ الرابط