إعلان

مجرد تواجدك في مدينة مزدحمة مليئة بعوادم السيارات والهواء الملوث مدة ساعتين فقط يمكن أن يكون له تأثير خطير على دماغك، حسب دراسة أجرتها الجامعة الكولومبية البريطانية (UBC) بالتعاون مع جامعة فيكتوريا.

استنشاق عوادم السيارات يمكن أن يغير وصلات الدماغ في غضون ساعتين فقط.

إعلان

التغيرات التي لوحظت في الدراسة كانت مؤقتة وعادت إلى وضعها الطبيعي بمجرد الخروج إلى بيئة نظيفة وتدفق الهواء النقي عبر الرئتين.

قد لا نستطيع الفرار من التلوث المحيط بنا بشكل دائم لكن من المهم معرفة ما قد يفعله في أدمغتنا على المستوى الطويل.

تقول الدراسة أن استنشاق عوادم السيارات يمكن أن يغير وصلات الدماغ في غضون ساعتين فقط، وتستند النتائج إلى تجربة عشوائية أجريت على مجموعة من المتطوعين البالغين الأصحاء الذين تعرضوا لتلوث السيارات في بيئة معملية، وفي مرحلة أخرى تم تعرض المشاركين أيضًا لهواء نظيف مفلتر.

قام العلماء بإجراء فحوصات الدماغ قبل وبعد كل مرحلة، عند تعرض المتطوعين للهواء الملوث أظهرت أدمغتهم انخفاضًا ملحوظًا في المناطق المسؤولة عن الاستبطان والتذكر تسمى شبكة الوضع الافتراضي ( DMN) وهي مجموعة من مناطق الدماغ المترابطة التي تنشط عندما تنخرط في الأفكار الداخلية وتدفعنا لنكون اجتماعيين أكثر، وربطت الدراسة السابقة تغير اتصال الدماغ بانخفاض الذاكرة العاملة وأداء العمل.

تقول أخصائية علم النفس العصبي جودي جوريلوك من جامعة فيكتوريا:”من المثير للقلق رؤية التلوث المروري يؤثر بشكل مباشر على أدمغتنا، فمن المحتمل أنها قد تضعف تفكير الناس أو قدرتهم على العمل.”

والخبر السار هو أن التغيرات التي لوحظت في الدراسة كانت مؤقتة وعادت إلى وضعها الطبيعي بمجرد الخروج إلى بيئة نظيفة وتدفق الهواء النقي عبر الرئتين، لكن يوجد ما يصل إلى 99% من الأشخاص حول العالم يعيشون في بيئات غير آمنة و يتعرضون لمستويات مرتفعة من التلوث، وقد تكون العواقب على الصحة العامة جدية وخطيرة

عندما نذكر أعلى مستويات من التلوث فإن أول ما يخطر في بالنا “الصين” صاحبة الأرقام القياسية في التلوث، حيث ربطت هذه الدراسة الحديثة بين تلوث الهواء وعشرات الاختبارات الأسوأ في اللغة والرياضيات، مما أدى إلى تقليص قيمة التعليم لمدة عام تقريبًا في المتوسط.

قارن العلماء العلامات المتعلقة بمرض الزهايمر في أدمغة الشباب والأطفال وحتى الرضع الذين عاشوا في مكسيكو سيتي (وهي مركز حضري يعاني من تلوث شديد للهواء) في عام 2020، ولاحظوا أن البيانات الحديثة أظهرت تحسن في جودة الهواء بشكل واضح خلال فترات إغلاق COVID-19 حيث تم تقليل نشاط المركبات وبالتالي انخفاض أبخرة العادم ومستويات التلوث.

قد لا نستطيع الفرار من التلوث المحيط بنا بشكل دائم لكن من المهم معرفة ما قد يفعله في أدمغتنا على المستوى الطويل، والتأكيد على أهمية التجول في المناطق الخضراء والغابات.

المصدر : اراجيك

إعلان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك