إشعاع قوي من نوع “غاما” ينتج من هذا الانفجار الكارثي المحتمل من شأنه أن يحرق كل أشكال الحياة
أشارت دراسة فلكية صدرت نتائجها أخيراً إلى أن تصادماً كارثياً محتملاً وشديد الندرة بين نجمين يمران في مرحلة تدهور في مجرة “درب التبانة” من شأنه أن يجرد الأرض من طبقة الأوزون الواقية للأرض [من الأشعة الضارة]، ويؤدي تالياً إلى انقراض جماعي لجميع أشكال الحياة الموجودة على الكوكب.
حتى الآن، لم يرصد علماء الفلك سوى عدد قليل من أحداث تصادم بين النجوم النيوترونية [النوى المنهارة لنجوم فائقة الكتلة] المعروفة باسم “الكيلونوفا” kilonovas [تنتج من اندماج نجمين نيوترونيين].
وقال العلماء الذين نهضوا بالدراسة، من بينهم علماء من “جامعة إلينوي أوربانا شامبين” في الولايات المتحدة، إن انفجاراً على هذه الشاكلة، إذا حدث على مقربة من الأرض، ربما يشكل خطراً على الحياة التي يحتضنها الكوكب.
والبحث الذي لم يخضع بعد لمراجعة علماء نظراء، والمنشور على خادم ما قبل النشر “أركسيف”arXiv ، يساعد في تحديد فرص بقاء الحياة على عوالم أخرى غير الأرض تقع على مقربة من أحداث التصادم بين النجوم هذه.
أكبر تهديد تطرحه تصادمات نجمية على هذه الشاكلة انبعاث الإشعاع منها، بما في ذلك إشعاعات “غاما” وتوهج الأشعة السينية التي تنتجها، وفق العلماء. وكتب الباحثون في الدراسة: “الإشعاعات المؤينة [نوع من الطاقة تطلقه ذرات معينة وينتقل على شكل موجات كهرومغناطيسية: أشعة غاما أو الأشعة السينية] الصادرة عن الأشعاعين المذكورين تشكل خطورة على الحياة التي تحتضنها الكواكب الشبيهة بالأرض عندما تتمركز على مسافة قريبة جداً منها”.
درس العلماء الاحتمالات التي تتهدد الأرض في حال بلغتها هذه الأحداث الفلكية، وذلك بناء على تحليل المعلومات التي في متناولنا عن التصادم الأول المرصود على الإطلاق لنجمين نيوترونيين، وهو حدث نجمي يسمى “جي دبليو 170817” (GW170817).
في هذاالسياق، قال الباحثون إن أي كائن حي موجود ضمن النطاق الضيق البالغ نحو 297 سنة ضوئية (أو 97 فرسخاً فلكياً [وحدة مسافة يستعملها الفلكيون لقياس المسافات الكبيرة للأجرام الفلكية خارج النظام الشمسي]) لانفجار على هذه الشاكلة يمكن أن يحترق بسبب إشعاع “غاما” القوي.
وإذا كانت الأرض تتمركز في منطقة من هذا القبيل، ليس مستبعداً أن يمحي الإشعاع المنبعث طبقة الأوزون الموجودة في الجزء السفلي من طبقة “الستراتوسفير” من الغلاف الجوي للأرض، من ثم ستستغرق عدداً من السنوات قبل أن تتعافى مجدداً.
وذكر العلماء أن الأشعة السينية الصادرة عن وهج “الكيلونوفا” ربما تكون أكثر فتكاً، لأنها تستمر في العادة لفترة أطول مقارنة مع انبعاثات أشعة “غاما”، ولكنهم أضافوا أن آثارها المدمرة للحياة ستكون في حدود نحو 16 سنة ضوئية.
كذلك أشار العلماء إلى أنه “بالنسبة إلى المقاييس الأساسية لـ”الكيلونوفا”، نجد أن انبعاث الأشعة السينية من التوهج اللاحق ربما تكون مميتة بنسبة 5 فراسخ فلكية، وربما يتهدد انبعاث أشعة “غاما” المائلة عن محورها نطاقاً يصل إلى أربع فراسخ فلكية”.
و”التهديد الأكبر يتأتى بعد سنوات من الانفجار، من الأشعة الكونية التي عجل بها انفجار “الكيلونوفا”، والتي قد تكون قاتلة على مسافات تصل إلى 11 فرسخاً فلكياً”، أضاف العلماء.
ولكن مع ذلك، نبهت الدراسة إلى أن النتائج تنطوي على “شكوك كبيرة”، وتبقى رهناً بـ”زاوية الرؤية، والكتلة المقذوفة، وطاقة الانفجار”.
ونظراً إلى ندرة أحداث “الكيلونوفا”، قال الباحثون أيضاً إن مثل هذه الاصطدامات النجمية “لا تشكل تهديداً خطيراً للحياة على الأرض”.
في الحقيقة، “الندرة التي يتسم بها اندماج نجوم نيوترونية ثنائية مصحوباً بنطاق صغير من القوة المميتة تعني أنه ربما لا يشكل تهديدات خطيرة للحياة على الأرض”. بحسب العلماء.
وقد وجد العلماء أن “متوسط وقت تكرار عمليات الاندماج المميتة في موقع الشمس أكبر كثيراً من عمر الكون”.
“ومع ذلك، حتى لو لم يتسبب أبداً في حدوث انقراض جماعي، ستتأتى عن حدث “كيلونوفا” يطرأ على مقربة من الأرض تداعيات على الكوكب. من المرجح مثلاً أن يعطل التكنولوجيا بعد وقت قصير من الاندماج ويبقى ساطعاً في السماء طوال أكثر من شهر”، قال العلماء.
المصدر :إندبندنت