بقلم سامح عسكر: هجوم الحكومة الإسرائيلية على مصر اليوم يمكن وصفه ( بالضربة غير القانونية)..
يعني إيه؟
في الملاكمة وأي رياضة عنيفة يتم تفسير أي ضربات غير قانونية بالخوف والجزع من الهزيمة ، لأن القوي والواثق من نفسه مش محتاج يضرب بشكل مخالف للائحة، لأن قوته بالأساس اكتسبها عن طريق التزامه باللوائح..
اللائحة هي الدبلوماسية والقانون الدولي..
وهجوم وزير المالية الصهيوني على مصر خالف هذه اللوائح التي تتطلب منه الحوار والدبلوماسية والتواصل السياسي كخيار أول، ثم الشكوى الدولية كخيار ثاني..
أي بصريح العبارة هي ضربة خوف، وهجوم المذعور اللي بيكون عبارة عن هلع مجنون يتم تفسيره عند بعض علماء النفس بالأجروفوبيا، اللي وقتها المريض بيكون شايف الناس كلها خطر عليه ، وعشقه للعُزلة نابع من فقدان الثقة حتى في القريب..
هجوم إسرائيل على مصر يمكن تفسيره من هذه الزاوية، فهو هجوم المذعور اللي فقد الثقة بمصر أساسا بعد ما شاف بعينه الصمود الفلسطيني الأسطوري ليندفع آليا لتفسير هذا الصمود والقوة غير المتوقعة بالدعم المصري..
وهو دعم لو ثبت في العقلية الصهيونية بيعمل صدمة حضارية ونفسية كبيرة، لسبق تفسيرهم بانحسار الدعم للمقاومة على إيران..فتكون الأوراق كلها اتخلبطت..
هجوم وزير المالية الصهيوني لا يعبر عن نفسه فقط بل تم التعبير عنه بوزراء آخرين وسابقين من بينهم أفيجدور ليبرمان وإيتمار بن غفير..والسوشال ميديا الإسرائيلية نفسها مليانة بهذه الاتهامات لمصر، اللي احنا في المنطقة العربية نعتبرها شرف..
ويبقى السؤال: ماذا بعد الهجوم؟
أنباء عن خفض مصر لعلاقاتها مع إسرائيل للمستوى الأمني، والتهديد بإدخال المساعدات لقطاع #غزة دون تفتيش وتنسيق، وابقى راجل لو تعرضت لها..
طبعا هذا الموقف المصري مستند على حقيقة دولية وشعور جمعي يرفض هجوم إسرائيل على رفح ، ومصر هي أول وأهم دولة حذرت من حدوث ذلك حتى جاءت التطمينات بسرعة بأن الهجوم لم يتم حسم أمره بعد..
ويبقى الرهان الفترة المقبلة على جلسات التفاوض هذا الأسبوع والأيام القادمة، فالموقف المصري الصلب يحتمل تأثيره بشكل إيجابي لإنجاح عملية التفاوض، لأن أي بديل آخر يعني احتمالية كبيرة للمواجهة العسكرية مع مصر وهذا أكبر ما تخشاه اسرائيل وتفزع منه هذه المرحلة..