الاقتصاد العالمي | شاشوف
قبل يوم واحد من زيارته الشرق الأوسط وذهابه إلى السعودية والإمارات وقطر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، عن تخفيض أسعار الأدوية بنسبة 59%، وذلك غداة كشفه عن سياسة جديدة بهذا الشأن في الولايات المتحدة.
وعلى منصته “تروث سوشال” كتب ترامب: “خفض أسعار الأدوية بنسبة 59% وأكثر! البنزين والطاقة والبقالة، وكافة التكاليف الأخرى ستنخفض. لا تضخم”. وقد جاء هذا الإعلان عقب إعلان ترامب أنه يعتزم توقيع أمر تنفيذي من شأنه خفض أسعار الأدوية الموصوفة في الولايات المتحدة على نحو “شبه فوري” بنسبة تتراوح بين 30 و80% حسب متابعات شاشوف.
ووفقاً لترامب فإنه يعتزم تطبيق سياسة “الدولة الأَولى بالرعاية” التي تخفض كلفة الدواء المباع في الولايات المتحدة إلى أدنى سعر تدفعه الدول الأخرى لنفس الدواء. وسيؤدي انخفاض كلفة الأدوية الموصوفة في الولايات المتحدة إلى ارتفاع كلفتها في دول أخرى.
ومن وجهة نظر ترامب فإن “هذه الخطوة ستخفض تكلفة الرعاية الصحية بأرقام لم نفكر فيها من قبل، وستسمح للولايات المتحدة بتوفير تريليونات الدولارات”، واصفاً الأمر بأنه “أحد أكثر القرارات أهمية” في تاريخ أمريكا. وأشار إلى أن إرساء سياسة “الدولة الأولى بالرعاية” سيجعل الولايات المتحدة تدفع نفس السعر الذي تدفعه الدولة الأقل سعراً في أي مكان في العالم.
ووفق اطلاع شاشوف، تُعد سياسة “الدولة الأَولى بالرعاية” احدى قواعد “منظمة التجارة العالمية” وتهدف إلى عدم التمييز بين الدول الأعضاء أو عدم معاملة أي دولة معاملة تفضيلية على حساب الدولة الأخرى. ويُشار إلى أن ترامب وقع في أبريل الماضي أمراً تنفيذياً يهدف إلى خفض أسعار الأدوية من خلال منح الولايات مزيداً من الحرية للبحث عن أفضل الأسعار في الخارج، وتحسين عملية التفاوض على الأسعار.
وفي تصريحاته التي قالها ترامب في وقت متأخر من أمس الأحد، ذكر الرئيس الأمريكي: “لسنوات عديدة تساءل العالم عن سبب ارتفاع أسعار الأدوية الموصوفة والمستحضرات الصيدلانية في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير مقارنة بأي دولة أخرى، بل وأحياناً تكون أغلى 5 إلى 10 مرات من نفس الدواء المصنع في نفس المختبر أو المصنع، ومن قِبَل نفس الشركة؟”.
وأضاف أنه كان من الصعب دائماً تفسير ذلك، وكان مُحرجاً للغاية، لأنه في الواقع لم تكن هناك إجابة صحيحة، وستقول شركات الأدوية لسنوات إنها تكاليف البحث والتطوير، وإن جميع هذه التكاليف كانت وستظل بلا سبب على الإطلاق، يتحملها “المغفلون” في أمريكا، وحدهم حد تعبيره. مواصلاً: “يمكن لمساهمات الحملات الانتخابية أن تصنع العجائب، ولكن ليس معي، وليس مع الحزب الجمهوري. سنفعل الصواب، وهو أمر ناضل الديمقراطيون من أجله لسنواتٍ طويلة”.
أسهم شركات الأدوية تتراجع
أدى إعلان ترامب عن خفض أسعار الأدوية إلى تراجع حاد في أسهم شركات الأدوية، بما فيها شركات “إيلي ليلي” و”فايزر” و”ميرك”. ففي تعاملات ما قبل افتتاح “وول ستريت” اليوم، انخفض سهم “إيلي ليلي” بنسبة 2.3% إلى 717.64 دولاراً، و”فايزر” بنسبة 3% إلى 21.61 دولاراً، و”ميرك” بنسبة 1.8% إلى 74.59 دولاراً.
كما انخفض سهم “نوفو نورديسك” المتداول في بورصة “إكسترا” بنسبة 4.5% إلى 56.58 يورو، و”أسترازينيكا” المتداول في لندن بنسبة 3.5% إلى 9883 بنساً. وفي اليابان تراجع مؤشر “توبكس” الفرعي لقطاع الأدوية بأعلى وتيرة يومية منذ أغسطس 2024.
وتشير متابعات شاشوف إلى أنه لا وجود حالياً لتنظيم مركزي لأسعار الأدوية ينطبق على جميع الأدوية في أمريكا، وتلعب صناعة الأدوية الدور الأهم في تحديد تكلفة الدواء، بينما يعتبر التأثير الحكومي محدوداً.
إلى ذلك لم يتضح كيف من الممكن أن يعمل أمر ترامب بالتحديد، لكن توقعات تجري بأن شركات الأدوية قد تلجأ إلى ردود فعل عنيفة، وحسب التقارير، فإن ترامب في رئاسته الأولى حاول خفض الأدوية، ولم يفلح نتيجة معارضة قانونية وسياسية.
تم نسخ الرابط