لا يهمه بقاء اليمن ممزقة!!!!!
على قناعة ان الخارج لا يهمه بقاء اليمن ممزقة، وهشة، او مرتهنة بقدر ما يهمه فقط عدم تصدير القلق، والارهاب، والتهديد الى الجوار، والممر الاقتصادي. ولذا لن يقدم لنا حلول، اذا لم نصنعها نحن كيمنيين من مضمون سياسي يكرس اغلاق ملفات الحرب، والصراع، والانطلاق بعدها الى المصالحة، والتعايش، وثم التنمية داخل المجتمع اليمني المختلف التوجهات، والمذاهب، والاحزاب .
المصالحة هو القبول بوجود الآخر كمكمل للنسيج، والهوية اليمنية، والتعايش هنا تكون بمثابة شوكة الميزان في بناء الدولة، مما تفرز الاستقرار، وإرساء علاقة متينة مع الجوار تضمن الاحترام المتبادل، وبناء جسور تعاون، تجعل اليمن تمسك بالمبادرة لبناء ذاتها، واطلاق عجلات التنمية للدوران فتتكامل مع محيطها العربي كمكون اصيل وثابت.
الثوابت يجب ان تترسخ ليس في بناء الاقاليم كاجزاء منفصلة غير متعايشة، ومتصالحة، وانما في إرساء مبدأ التعايش والتصالح، والتكامل، والتعددية على أسس ديموقراطية لا مكان فيها للاستثناءات، والإقصاء مما يشكل مسار لتطور المجتمع اليمني سياسيا واجتماعيا، وتنمويا متجنبا الاخفقات، والنظرة القاصرة للاحزاب و الجماعات، والدولة في العقود الاخيرة، التي أضاعت على البلد فرصا تاريخية سياسية، وتنموية للنهوض مما اطال امد النزف، والخسائر من اجل مصادرة السلطة لفيئة معينة بعيد عن العودة الى الإذعان لمبدأ ديموقراطي اساسي، وهو ضرورة التعايش بين احزاب، وجماعات متباعدة تحت خيمة القانون، والمصلحة الوطنية العليا.
الانطلاق للمستقبل يقتضي وجود محرك مجتمعي لايجاد حلول عاجلة للمعضلات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية المتراكمية من قبل الحرب وما افرزته الحرب، التي تمثلت في انتشار الازمات، والصراعات جعلت استقرار الدولة معضلة، ودفعت بالكثير الى الارتهان، والاحتراب والاغتراب، فصارت حياة اليمني اشكالية معقدة تجسدت امامنا في انتشار البطالة، وتوقف ايجاد حلول لها مع انتشار ظاهرة الفساد، وأزمة السكن و انتشار الجهل، والسلاح، والارهاب الداخلي، وحتى تعثر آلة التنمية و الانتاج البسيطة مما جعلت البلد ارض خصبة لانتشار الجماعات المسلحة المختلفة، التي رفعت شعارات الماضي، وزعزت استقرار اليمن، والمنطقة. ولكون الحلول ليست مستحيلة حتى بوجود الحرب، والارتهان الخارجي، و فقدان السيادة انما تتطلب طرحها بأسلوب علمي مبني على الواقع، و تجارب الاخرين، ووضوح الرؤية في مجابهة هذه القضايا الشائكة بدعم اقليمي، ودولي لاختيارات المجتمع اليمني في اغلاق هذا الملف، والانطلاق بدولته ليكون بين الدول في هذه الالفية.
فبناء دولة يمنية قوية في محيطها العربي هو مكسب لليمن، وللمنطقة، واتاحة لفرص السلام، والاستقرار في منطقة مستهدفة تمثل عصب التجارة الدولية، والطاقة والتنمية، والازدهار لأن هذا من المسؤولية الاولية التي تجفف منابع الارهاب، و الحرب، والارتهان.
بقلم البروفيسور: ايوب الحمادي
المصدر: وسائل إعلام مواقع التواصل الإجتماعي