تستمر إسرائيل في الحرب على غزة رغم الخسائر الكبيرة في المجالات السياسية والاستخباراتية والاقتصادية منذ بدايتها في 7 أكتوبر 2023. تشير التقديرات إلى أن تكلفة الحرب قد تصل إلى 142 مليار شيكل (40.5 مليار دولار) بنهاية 2024، مما يزيد العجز في الميزانية بمقدار 106.2 مليارات شيكل. كما تكبدت إسرائيل أضرارًا في الاقتصاد تصل إلى 70 مليار دولار. الخسائر البشرية شملت 191 ضابطًا، بالإضافة إلى قتلى من الشرطة والجيش. التحذيرات تشير إلى مخاطر مالية أكبر مع استدعاء جنود احتياط. إجمالي ميزانية الدفاع لعام 2025 يقدّر بـ 110 مليارات شيكل.
تقارير | شاشوف
تواصل إسرائيل رفضها لوقف الحرب على قطاع غزة، على الرغم من اعترافها بالخسائر الكبيرة التي تحملتها على المستويات السياسية والاستخباراتية، والأهم من ذلك الاقتصاد، حيث يصعب تقدير الخسارة المالية التي تعرض لها الاحتلال منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن.
تشير أحدث البيانات “الإسرائيلية” التي اطلع عليها شاشوف إلى أن تكلفة حرب الإبادة قد تجاوزت 142 مليار شيكل (أكثر من 40.5 مليار دولار تم إنفاقها بالفعل) بحلول نهاية عام 2024، مما أسهم في زيادة العجز في الميزانية بنحو 106.2 مليارات شيكل (أكثر من 30.3 مليار دولار). ولم يتم بعد الإعلان عن نفقات الحرب بشكل منفصل منذ بداية العام.
تشمل هذه التكاليف الإجمالية (التي تُحسب فقط حتى نهاية عام 2024) تكاليف العسكرية والنفقات المدنية والمدفوعات من صندوق التعويض عن الأضرار.
على صعيد آخر، توجد تقديرات تشير إلى أن الأضرار الفادحة التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي قد كبدت جميع القطاعات الاقتصادية والتجارية والأسواق خسائر مالية ضخمة، تتجاوز 70 مليار دولار، دون احتساب العام 2025.
أرقام رسمية تزيد من مأساة إسرائيل
وفقا لمصادر شاشوف من صحيفة كالكاليست الاقتصادية ‘الإسرائيلية’، بلغت التكلفة العسكرية (الصافية) للحرب من أكتوبر 2023 حتى ديسمبر 2024 حوالي 98.4 مليار شيكل (أكثر من 28 مليار دولار)، حيث تم إنفاق معظمها (80.2 مليار شيكل) في عام 2024، بينما بلغ الإنفاق المدني 22.8 مليار شيكل (أكثر من 6.5 مليارات دولار). بكلمات أخرى، حوالي 80% من تكلفة الحرب كانت نتاج تكاليف عسكرية.
وبما أن المحاسب العام لإسرائيل لا ينشر نفقات الحرب بشكل منفصل، فإن تقدير النفقات لعام 2025 يعتبر صعباً. ولكن في أحدث تقرير عن تنفيذ الميزانية (يناير – أبريل 2025) تم ذكر رقم 20.5 مليار شيكل (أكثر من 5.8 مليارات دولار)، ما يعني أنه قد تم دفع مليار شيكل آخر في العام الحالي (حتى شهر أبريل).
تشير تحليلات شاشوف السابقة إلى أن حرب الإبادة الجماعية ساهمت في زيادة العجز الإسرائيلي بنحو 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي في 2023، وبنسبة 4.8% أخرى من الناتج المحلي الإجمالي في 2024، مما يعني أن الحرب زادت العجز بحوالي 106.2 مليار شيكل (أكثر من 30.3 مليار دولار) بحلول نهاية عام 2024.
كما أن الحرب ألحقت أضراراً كبيرة بالإيرادات الضريبية، مما يجعل تقديرها أمراً صعباً، ولكن يقدر أن الضرر في إيرادات الضرائب قد بلغ حوالي 1.1% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، ما يعادل حوالي 22 مليار شيكل إضافية (أكثر من 6.28 مليارات دولار). ومن ناحية أخرى، يصعب تقدير نمو وتكاليف الدين الحكومي نتيجة للحرب.
إذا نظرنا إلى الخسائر العسكرية والأمنية لإسرائيل، التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من الخسائر المالية والبشرية، نجد أن الخسائر الأكبر كانت في وحدات elite القتالية والضباط، حيث قُتل 191 ضابطاً من مختلف الرتب العسكرية، بينهم 6 برتبة عقيد و10 برتبة مقدم و77 برتبة رائد و98 نقيباً و16 ملازماً أول، وذلك حسب الأرقام الإسرائيلية المعلنة.
كما تكبدت إسرائيل خسائر أمنية بمقتل 67 من الشرطة وحرس الحدود، و6 من الشاباك، و5 من أجهزة الإطفاء والإنقاذ، و3 من نجمة داود الحمراء وواحد من مصلحة السجون الإسرائيلية. قد سجل لواء غولاني أعلى عدد من القتلى في صفوفه منذ بداية الحرب، بواقع 109 قتلى، يليه فيلق حرس الحدود (70 قتيلاً)، ثم لواء جفعاتي (68) ولواء نحال (63) واللواء السابع (47) والمظليون (46) والكوماندوز (43) واللواء 401 (39) والهندسة القتالية (37) وكفير (24).
فشل إسرائيلي في تغطية تكاليف الحرب
وفي تحليل من صحيفة غلوبس الاقتصادية في مايو الجاري حذر من أن حكومة نتنياهو قد تواجه تكاليف إضافية مع بدء الجيش في استدعاء آلاف جنود الاحتياط استعداداً لتوسيع الحرب على غزة. وقد أشار التحليل إلى أن هذه التكاليف الباهظة ستزيد من حالة عدم اليقين في الاقتصاد الإسرائيلي، بالإضافة إلى الخسائر الفادحة التي تحملها الجنود خلال فترة الحرب.
وحسب التقرير، لم يطلب الجيش بعد من وزارة المالية ميزانيات إضافية لتغطية التصعيد المتوقع في قطاع غزة، ولكن التجارب السابقة تشير إلى أن طلب المساعدة المالية مسألة وقت، خاصة مع استئناف الحرب على غزة (في مارس 2025) عقب اعتماد ميزانية 2025 التي أقرها الكنيست قبل شهر واحد فقط.
تبلغ إجمالي ميزانية الدفاع لهذا العام 110 مليارات شيكل (30.4 مليار دولار)، حيث يُخصص ما بين 15 و17 مليار شيكل (4.14 مليارات دولار و4.7 مليارات دولار) من هذا المبلغ لحساب جنود الاحتياط، وتم احتساب هذا المبلغ بناءً على توقع انخفاض تدريجي في كثافة العمليات الأمنية خلال عام 2025، وهو افتراض انهار الآن وسط تصاعد الحرب على غزة.
تم نسخ الرابط