بعد غياب طويل ظهر الشاعر والمناظر اليمني الفصيح فؤاد المحنبي منتقداً لثورة 11 فبراير عقب ضجة حدثت في مارب ضد سلطان العراده بسبب منعه احتفالات في الذكرى السنوية للثورة وفي ظل كارثة الزلزال المأساوية في تركيا و سوريا اعانهما الله وفرج كرباتهم.
وقال المحنبي في صفحته على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك:
اذا احببت تابعنا على قناة تيليجرام ليصلك مالم نستطع نشره هنا
(لِسانُك .. والخنجر)
في 11فبراير من العام 2011م كانت فتنة كبرى في اليمن تغذيها مؤامرات قوى عالمية على اليمن تحت مسمى الربيع العربي وثورة التغيير، وكانت جماعة الإخوان الدموية هي رائد تلك الفتنة وقائدها في اليمن، فاستباحت الدماء والأنفس، واتّهمت بها الحكومة القائمة آنذاك، ومن ضمن الكوارث التي ارتكبها الجماعة وأتباعها الجهلاء قطع لسان شاعر شعبي اسمه وليد الرميشي بعد وصوله إلى صنعاء من مدينة إب، وإلقائه قصيدة يمدح فيها اليمن والنظام القائم آنذاك ويدعو إلى تحكيم العقل ويحذر من الفتنة، فكانت قصيدتي حزنًا على هذا الشاعر العزيز، وخوفًا وقلقا من تبشير هذا الربيع الصهيوني بعهد تكميم أفواهٍ يطلّ، ينتهج محاصرة الفكر والتعبير، بعد أن تعوّد اليمن على حياة ديموقراطية كانت نموذجًا يقلق الكثير من الأنظمة المجاورة في الجزيرة العربية.
لِسانُكَ قَد بَترَ الخِنجَرا
لأنَّكَ زَهــــــوٌ وَثِـيـــــقُ العُــــــرَا
لأنَّكَ رُوحٌ أَبى أنْ يُبَاعَ
لغَيرِ السَّماءِ وأنْ يُـشتَرى
لأنَّكَ صَوتٌ لمـلـيُـــــونِ صَــــوتٍ
لِرفضِ الخَـفَافِيشِ فِــيـــــنَـا سَـــــرَى
بَـترتَ شَرايِــــيـنَهـــــــم بِالـــضِـــيَـاءِ
وزَاولتَ إِلفـَــــاتَهم لِلـــــذُّرا
فأتعَبتَ أعيُنهُم بالسُّطُوعِ
وفَجَّرتَ في جَدبِهم أنهُرا
وصَوتُكَ أَسكَرَ أُذنَ الثُّرَيـَــــا
بخمرٍ تَـغـَنَّـى بِـعِـشــقِ الثَّرَى
(وَليدُ الرُّمَـيـشِـي) أيـا قَلبَ إِبَّ
الذِي لم يـزَلْ غَـزِلًا أخـضَـــرَا
أيَا نَبــضَ بِلقِـيـس في كُــلِّ عِـــرقٍ
تجَمَّعَ مِن كُلِّ طَيفٍ سَرَى
لِقَلبِكَ في مَسمَعِي رَنَّةٌ
تَوقُّـدُهَا بــــِــالهَـوَى اســـــــــتَــــأثَـرا
قدِ استَمطَرَ الأعينَ الجامِدَاتِ
فهل يَهـطُـلُ الصَّخـرُ يَا هَل تَـرَى
لسـانُكَ جَزَّ حَلاقِيـمَـهُـم
وكَـسَّـرَهَا خِـنـجـرًا خِـنـجَـرا
إلى مَوتِهم بالخَنَا استَدرَجُوكَ
إلى قَدَرٍ ضِدَّهُم قُدِّرَا
إلى لَعنَةٍ مُرَّةٍ في لِحاهُم
ستَقبُـرُهُم ثُمَّ لَن تُقبرَا
إلى عَرشِ تخـلـِيدِ قَـلـبِــكَ فِـيـنَا
حَـكِـيـمًا بهِ (القَـفـرُ) قَد أَزهَرا
وماذَا يُـريدُ بوَأدِ الصَّباحِ
وأســـــطَـرَةِ الخَــــــوفِ مَـــــــن قَـــــرَّرا
يُريدُونَ أن يُـبـحِـــــرُوا في الدِّماءِ
إلَى وَحلٍ مُستَـقـبَــــلٍ لا يُــــرَى
يُـريدُونَ أَن يُرهِـبُـوا كُلَّ رَأيٍ
ليَـقـبَـلَ آرَاءَهُم مُـجـبَـــــرَا
وأن يَفرِضُوا هَيبَةً لِلهَبَاءِ
لِـيَـطـغَى على الشَّعبِ مُستَـعـمِـرَا
وأنْ يَـنـحَـرُوا بَينَ (إبّ) وصَنعَا
إخاءًا وحَاشَاهُ أَنْ يُنحَرَا
بِصـــدرِ (سُمــــارَةَ) كُـــرهٌ يَـضِـــجُّ
لمن دَستَـرَ البَـغـيَ أو ثَـوَّرا
وفي (حِصنِ حَبٍّ)* يموجُ العَـزيـــفُ
لَـهـيـبًـا تَـنَامَى ولَن يُحـسـَرا
وفِي كُــــــلِّ دَارٍ أسَـــــــى غَيمةٍ
مَن الدَّمِ تُوشِكُ أنْ تُمطِرَا
وفِي اليَـمَنِ الحرِّ تَـرنِـيـمَـةٌ
تَـقُـولُ علَى الشِّعرِ أنْ يَـشعُـرَا
لِكَي يَغـتَـلِـــي أَحـرُفــًا مِـــن جَـحِــيـمٍ
لِســــــــانُ وَلِـيـدٍ لَـهَـا سَعَّـرَا
لِـيهـتِـفَ طُوفانُـــهُ يَـــا ثُـــمَــالَى
لَكَم هَزمَ الدَّمُ مَن أسكَرَا
ويَـصـرُخُ يَـكـفِـي سُقوطًا وجُـبـنًا
وحَســبُ انـتـِصـاراتــِـكُـم مَــا جَــرَى
المصدر: وسائل اعلام مواقع التواصل الاجتماعي