إعلان

الاقتصاد العربي | شاشوف

يعاني كافة أهالي قطاع غزة المحاصر من تضييق الخناق عليهم، ما دفعهم إلى مجاعة ملموسة لا تُحتمل وسط تخاذل عربي وصمت دولي عن المأساة الأكبر التي يشهدها الكوكب. وفي هذه الأثناء، يلجأ الغزيون إلى نظام “مقايضة” بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية والأساسية.

إعلان

يعرض الغزيون ما لديهم من سلع متوفرة، لطلب أصناف أخرى بدلاً عنها معظمها غذائية، لتلبية الحاجة إليها وسط المجاعة الراهنة التي رافقت إغلاق المعابر منذ 02 مارس حتى اليوم.

وهذا الحظر لم يسمح بدخول أيٍّ من المواد الغذائية والسلع والمساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى غزة، وهو ما تسبب في نقص غير مسبوق في هذه المتطلبات. وبسبب نفاد السلع، ارتفعت أسعار الكميات الشحيحة المتوفرة إلى مبالغ فلكية غير مسبوقة.

عودة المقايضة القاسية

تمثّل إعادة إحياء النظام القديم “المقايضة” ضرورةً بسبب المجاعة، في الأسواق الشعبية وعبر منصات التواصل الاجتماعي.

وللتوضيح، يقوم السكان بالعرض على نحو: “أعرض ثلاجة مقابل كيس طحين”، أو “أعرض كيس طحين أو سكر بسعره الطبيعي مقابل توفير سيولة بدون عمولة”، أو “أعرض ملابس جديدة مقابل الحصول على حليب أطفال”.

هذه المقايضة القاسية التي تعبر عن مدى حاجة السكان للمتطلبات الضرورية مقابل التنازل عن ضروريات أخرى، يرافقها أيضاً ارتفاع كبير في الأسعار، إذ أدى الحصار لارتفاعها بأكثر 500%، وفقاً لاطلاع شاشوف على معلومات من الغرفة التجارية والصناعية بمدينة غزة.

وتشير الأمم المتحدة إلى ارتفاع مستوى الفقر إلى أكثر من 90%، والبطالة لأكثر من 85%، مع غياب مصادر دخل أخرى للفلسطينيين لضمان الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

ويعبر نظام المقايضة عن تحول في بنية الاقتصاد المحلي حسب مراجعة شاشوف، فالاقتصاد المحلي أصبح معتمداً على التبادل السلعي بدلاً من النقدي تزامناً مع نقص حاد في السيولة نتيجة لمنع دخولها وإغلاق البنوك.

من جانب آخر، تزداد المجاعة وسط انخفاض الوجبات اليومية التي تُعدها المطابخ المجتمعية بنحو 46%، ويعكس هذا التدهور خطورة إغلاق أكثر من 80 مطبخاً بسبب نقص الإمدادات، وارتفاع العدد بشكل مستمر، مما يفاقم نطاق الجوع الواسع في القطاع، وتمثل هذه المطابخ وفق اطلاع شاشوف آخر شرايين الحياة المتبقية للسكان.

وقد أعلنت جمعية أصحاب المخابز أن كل مخابز قطاع غزة متوقفة عن العمل، وأن أسعار الطحين في القطاع وصلت إلى أرقام خيالية، مضيفاً أن التكايا في القطاع أغلقت أبوابها، وأن كارثة إنسانية توشك أن تحدث في كل القطاع بفعل استمرار جريمة إغلاق المعابر وتشديد الحصار الخانق.


تم نسخ الرابط

(function(d, s, id){
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id;
js.src = ‘//connect.facebook.net/ar/sdk.js#xfbml=1&version=v3.2’;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));

رابط المصدر

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا