إعلان


تشتد المواجهة بين إيران وإسرائيل، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد وأسواق الطاقة. تصاعد الخوف من إغلاق مضيق هرمز أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 7% والقلق على إمدادات النفط العالمية. الأسواق الأمريكية شهدت خسائر، بينما تعاني إسرائيل من نقص في المواد الأساسية وتراجع كبير في قيمة الشيكل. في إيران، سعر الدولار ارتفع مع تزايد القلق من الحرب، رغم طمأنة الحكومة بتوافر السلع. اقتصاديات الخليج تواجه تحديات مع إمكانية الاستفادة من ارتفاع الأسعار، ولكنها تخشى تقلبات قد تؤثر على إمدادات الطاقة العالمية وتكاليف النقل والتأمين.

تقارير | شاشوف

إعلان

تتزايد حدة المواجهة غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل، مما ينعكس سلباً على اقتصاد الطرفين ويؤثر على المؤشرات المالية العالمية وأسواق الطاقة وحركة الطيران الدولية. في الوقت الذي هددت فيه طهران بضرب البنية التحتية والاقتصاد الإسرائيلي.

سادت حالة من الذعر في أسواق الطاقة، وسط مخاوف من إغلاق مضيق هرمز، حيث هددت إيران بذلك. وسجلت أسعار النفط ارتفاعاً بنحو 7% منذ أن شنت إسرائيل هجماتها على إيران، وفقًا لمتابعات شاشوف. ومن المتوقع أن يتزايد ارتفاع الأسعار في المدى القصير، مدفوعاً بعامل الخوف، خاصة إذا تأثرت الإمدادات النفطية من دول الخليج عبر المضيق الذي يمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية.

صرح وزير الطاقة الأمريكي بأن واشنطن تراقب عن كثب آثار الوضع الراهن في الشرق الأوسط على إمدادات الطاقة العالمية وسط التصعيد القائم.

كما أغلقت أسواق الأسهم الأمريكية على خسائر، منهية سلسلة مكاسب استمرت أسبوعين، حيث انطلق المستثمرون نحو الأصول الآمنة في ظل مخاوف من تصاعد هذه الاشتباكات إلى صراع اقتصادي وعالمي أوسع. ووفقاً لمتابعات شاشوف، تراجع مؤشر ”إس أند بي 500″ بنسبة 1.1%، في أسوأ جلسة له منذ 21 مايو الماضي، بينما انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنحو 1.3%.

امتدت التأثيرات إلى قطاع الطيران، حيث أحدثت المواجهة اضطرابات واسعة في المسارات الجوية، وأغلق كل من الأردن والعراق مجالهما الجوي مؤقتاً، مما أدى إلى تأجيل وإلغاء عدة رحلات. كما ألغت شركة “مصر للطيران” رحلات كانت متجهة إلى بغداد وعمّان وبيروت، وألغت قطر رحلاتها إلى إيران والعراق. أوقفت شركة “إلعال” الإسرائيلية جميع الرحلات المغادرة من تل أبيب وحوّلت مسارات الرحلات العائدة، وألغت شركة “إير فرانس” رحلاتها بين باريس وتل أبيب حتى إشعار آخر.

يمثل المجال الجوي فوق العراق وإيران ممرًا حيويًا لشركات الطيران الخليجية المتجهة إلى روسيا والأمريكيتين، وكذلك للرحلات بين أوروبا وآسيا لشركات ممنوعة من التحليق فوق روسيا.

تأثيرات محلية

إسرائيل تمر في حالة حرجة من الترقب الاقتصادي، وتوجهت المؤشرات الاقتصادية نحو مسار مقلق عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي جاء رداً على الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ فجر الجمعة. شهد الإسرائيليون تزاحماً في المتاجر لتأمين المواد الأساسية وإمدادات الطوارئ، مما أدى إلى نقص حاد في منتجات حيوية مثل الحليب والبيض والخضروات وعبوات المياه. كما تدافع الإسرائيليون لشراء معدات الطوارئ مثل البطاريات الاحتياطية والمولدات الكهربائية وأجهزة الإضاءة للطوارئ.

الأوضاع في بورصة تل أبيب تدهورت بسبب تراجع أسهم شركات الطيران والسياحة، نتيجة لإعلان عدد من شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل، وتوقف الحركة شبه التام في مطار بن غوريون عقب إغلاق المجال الجوي.

كما تراجعت قيمة الشيكل الإسرائيلي بنسبة تفوق 5% خلال 24 ساعة، حيث سجل 3.66 مقابل الدولار الأمريكي، مقارنةً بـ3.48 شيكل صباح الخميس، وفقًا لمتابعات شاشوف على بيانات بنك إسرائيل المركزي، في أكبر هبوط يومي للعملة منذ أبريل الماضي. زادت التوترات من مخاوف المستثمرين الأجانب من اتساع نطاق المواجهة، وهروب رؤوس الأموال قصيرة الأجل نحو عملات الملاذ الآمن، كما ورد في صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية.

تكلفة صد الهجوم الإيراني تقدر بمليار دولار، وهي تكاليف دفاعية وليست هجومية، وفقاً لصحيفة ذا ماركر الإسرائيلية. وجاءت تقديرات بتكلفة ساعة تحليق واحدة لمقاتلة “إف35” نحو 35 ألف دولار، مع الإشارة إلى أن هناك أكثر من 140 طائرة معنية.

أما في إيران، لم تظهر تداعيات الهجمات الإسرائيلية على الأسواق مباشرة، حيث كانت الأسواق مغلقة يوم الجمعة، بالإضافة إلى أن السبت يصادف يوم عطلة دينية. ومع ذلك، بدأت تظهر مخاوف من اندلاع حرب واسعة في الشارع الإيراني، مما دفع البعض إلى محطات الوقود والمخابز في بعض المناطق، رغم عدم تحول ذلك إلى ظاهرة عامة في البلاد.

مع بدء السوق الموازي للعملات نشاطه الجزئي اليوم السبت، رغم العطلة، بدأت تظهر تدريجياً آثار المواجهة العسكرية الاقتصادية، حيث ارتفع سعر صرف الدولار وسعر الذهب، وسط توقعات بأن تستمر التصعيدات في تعقيد الأوضاع المعيشية وزعزعة استقرار الأسواق أكثر.

سجل سعر صرف الدولار ارتفاعاً إلى 960 ألف ريال بزيادة قدرها 130 ألف ريال مقارنة بيوم الخميس الماضي، أي قبل الهجمات الإسرائيلية. ثم بدأ السعر في التراجع إلى 920 ألف ريال، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في إيران، حيث يعتمد المواطنون على شراء الذهب كملاذ آمن للحفاظ على قيمة مدخراتهم.

طمأنت الحكومة الإيرانية اليوم السبت مواطنيها بأن تأمين السلع الأساسية في البلاد مستمر بوتيرته الاعتيادية، ولا توجد أي مشكلة في هذا الجانب، وأن إنتاج المحاصيل وتوفير السلع الرئيسية يسيران كما هو معتاد، مشيرةً إلى تكثيف الجهود والتعاون بين المنتجين والموردين لضمان تنظيم السوق، وأن السلع الضرورية متوافرة بشكل جيد في الأسواق والمتاجر ومراكز التوزيع، وأن المخزونات الاستراتيجية كافية.

تأثيرات على اقتصادات الخليج

تواجه اقتصادات الخليج وضعًا دقيقًا، حيث تمتلك فرصة للاستفادة من ارتفاع الأسعار لتعزيز الفوائض المالية، ولكنها بحاجة إلى الحذر من تحول المنطقة إلى بؤرة توتر تهدد إمدادات الطاقة العالمية، مما قد ينعكس سلباً على تكلفة التأمين والنقل وثقة المستثمرين الدوليين.

تعتمد دول مجلس التعاون الخليجي على صادرات النفط إلى الأسواق العالمية، وبالأخص السعودية، ويتم الخوف حالياً من التهديدات المحيطة بممرات النفط البحرية في المنطقة أو المنشآت النفطية التابعة لهذه الدول.

تشير مراجعات شاشوف إلى ارتفاع العقود الآجلة للنفط الأمريكي يوم الجمعة إلى 73.51 دولاراً للبرميل مقارنة بإغلاق اليوم السابق الذي سجل 70.27 دولاراً للبرميل. كما ارتفعت عقود خام برنت إلى 74.74 دولاراً للبرميل.

من المحتمل أن تشهد دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات والكويت، ضغطاً إيجابياً على أسعار صادراتها النفطية، مما قد يعزز الإيرادات العامة. لكن قد توجد مخاطر من ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، بالإضافة إلى مخاوف من التأثيرات البيئية على الأمن المائي لدول الخليج في حال استهداف منشآت نووية إيرانية.


تم نسخ الرابط

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا