يعيش أهل عدن سلسلة من الكوابيس على مدار يومهم، بين انعدام أمن، وغلاء فاحش، واضطهاد صارخ، وعتمة طويلة من الأزمات، ولكن أن يصل الأمر إلى مرحلة متقدمة في الخطورة باستهداف العار، واختطاف البنات في وضح النهار، فهذا خط أحمر لا يمكن السكوت عنه، أو الوقوف موقف حياد حياله.
جميعنا سمع عن حكاية عبير، الفتاة التي اختفت منذ عدة أيام في خط التسعين، أثناء ذهابها للعمل، ولكنها لم تكن تعلم أنَّ هناك ذئابًا قذرة تترصدها. الحادثة وقعت على مكان ليس ببعيد عن نقاط عسكرية، كان يُفترض أن تكون مهمتها الحماية والأمن.
لم تعد عبير بعد، وهذه أسرتها تشكو وتطالب، وللأسف، لقد أسمعت إذ ناديت حيًّا ولكن لا حياة لمن تنادي، فمن يسيطر على عدن مشغول بالابتزاز والسلب والنهب، وليست في أجندته حماية عبير أو غيرها.
حادثة كهذه، من الطبيعي أن تلقى تعاطفًا ودعمًا من الجميع؛ لأنَّ الألم أكبر من أن يتحمله قلب، إلا عند بعض المبتلين بسقم الانتقالي، فقد ذهبوا يحللون بعمق فلسفي، وحس مخابراتي كأحد الأفلام البوليسية، فتارة يقولون أنَّ لهجة الأم ليست من عدن، ولهذا حدث لهم ما حدث، وآخرون يقولون بأنَّ هناك قوى من أحد الكواكب الشقيقة في المجموعة الشمسية تستهدف المجلس الانتقالي في عدن، وقد اختطفت الفتاة لمصالح مجرية هامة غرضها النيل من سمعة الانتقالي!
لا أدري ما الذي ينتظره العقلاء لينفضوا عنهم غبار الخوف والذل ويصرخون بقوة ضد هذا المجلس العبثي الذي يردي بعدن وأهلها في ظلمة بعد أخرى، وماهي الطامة التي يترقبها مناصرو هذا السراب ليقتنعوا بأنَّ المجلس العاجز عن حماية فتاة في وضح النهار وبين الجموع لن يستطيع أن يحمل على كاهله بلدًا بأكمله.
قد تظهر عبير وتعيد الابتسامة لأهلها، وقد تكون ضحية جديدة للفوضى العبثية في عدن، وفي كل الحالات نرجو السلامة والرعاية الإلهية لعبير، ولجميع بناتنا في عدن الحبيبة، وعلى الأهالي أن يشددوا في رعايتهم وحمايتهم لبناتهم؛ فعدن تعيش في ظلام، الداخل فيه مفقود، والناجي منه مولود.
#عادل_الحسني