سلملي على أموال العرب
كتب سمير الحجاوي في موقع البابور
إعلان وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أن الدول الغربية (أوروبا وأمريكا) قامت بتجميد 300 مليار دولار من احتياطي الذهب والنقد الأجنبي للبنك المركزي الروسي في إطار العقوبات المفروضة على موسكو
بسبب غزوها لاوكرانيا، يدق ناقوس الخطر على الأموال العربية المودعة في بنوك الغرب، والتي لا نعرف عنها شيئا، اضافة الى السندات والاستثمارات التي تبلغ ترليونات الدولارات.
الغرب ليس له صديق، فأمريكا صادرت 9 مليارات من اموال الشعب الافغاني الفقير قبل شهر، وبريطانيا كانت قد صادرت مليارات الجنيهات الذهبية من مصر (بقيمة اليوم) ورفضت ردها بحجة انها صرفت في المجهود الحربي للدفاع عن مصر .
اذا كانت دولة نووية مثل روسيا لم تستطع ان تحمي أموالها في الغرب، فماذا عن أموال العرب؟ هل ستصادر هي الاخرى بحجة الدفاع عن الانظمة القائمة وتوفير الحماية لها؟ كل شيء ممكن .. وسلملي على أموال العرب
ويحاول أثرياء من روسيا تحويل ثرواتهم من أوروبا إلى دبي لحمايتها من موجة متصاعدة من العقوبات الغربية على روسيا، بسبب غزوها أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن مصادر مالية وقانونية.
ولطالما تعتبر دبي، مركز المال والأعمال في الخليج، منطقة جذب لأغنى أثرياء العالم، كما أن رفض الإمارات الانحياز سواء للحلفاء الغربيين أو لموسكو في الأزمة الأوكرانية أوعز إلى الروس أن أموالهم ستكون في أمان بها.
ولم تفرض الإمارات، التي عززت علاقاتها مع روسيا على مر السنين، عقوبات مماثلة للعقوبات التي فرضتها الدول الغربية. كما أن بنكها المركزي لم يصدر حتى الآن أي توجيهات في ما يتعلق بالعقوبات الغربية.
وقال مصرفي كبير بأحد البنوك السويسرية الكبيرة الخاصة ومحام مطلع على الوضع، إن أثرياء روسا يسعون في الكثير من الحالات إلى تحويل أموالهم المودعة الآن في سويسرا ولندن إلى دبي. وقد فرضت جنيف ولندن عقوبات على أفراد ومؤسسات روسية.
وكشف المحامي الذي يعمل في دبي عن أن شركته تلقت استفسارات من كيانات روسية حول مدى السرعة التي يمكن بها تحويل “مبالغ مالية كبيرة جدا”، بمئات الملايين من الدولارات، إلى الدولة الخليجية.
وقال خبير في إدارة الاستثمارات “الإمارات وسيط معقول، تبعد بضع ساعات بالطائرة ولا يوجد بها هيئة تنظيمية متواطئة بالكامل مع الهيئات التنظيمية الغربية”.
ولم يرد المكتب الإعلامي لحكومة دبي ووزارة الخارجية الإماراتية على الفور، على استفسار عن حجم تدفق الأموال الروسية على دبي.
وقال المصرفي بالبنك الخاص إن العملاء الروس، ممن لهم حسابات في بنوك خاصة، يفتحون في بعض الحالات حسابات بفروع بنوكهم في الإمارات. وأضاف أن آخرين يفتحون حسابات ببنوك محلية.
ولفت مصدر مالي آخر إلى أن الروس الذين يواجهون اقتصادا متداعيا في الداخل يتطلعون أيضا إلى ضخ أموالهم في استثمارات، من بينها العقارات والصناديق التي لا تكشف أي معلومات عن الملكية.
ومنذ فترة طويلة أصبحت دبي وجهة تلقى إقبالا من الروس الذين كانوا من أبرز الزائرين للإمارة ومن أبرز مشتري العقارات فيها، حتى قبل نشوب الحرب وما أعقبها من عقوبات زجت بالاقتصاد في حالة من الاضطراب، ودفعت العملة الروسية إلى الهبوط إلى مستويات قياسية.