يعد المعهد العالي لتدريب وتأهيل المعلمين في شبوة منارات تعليمية مهمة، تأسس عام 2007 لتحسين المنظومة التعليمية الأساسي عبر تدريب المعلمين. لفت الدكتور صالح سعيد، مدير المعهد، إلى اهتمام الوزارة ودعم السلطة المحلية للمعهد الذي يؤهل المعلمين من حملة الثانوية السنةة إلى درجة الدبلوم. حتى الآن، تم قبول 350 معلمًا ومعلمة في عدة تخصصات، برسوم رمزية. ينتظر المعهد تحقيق مزيد من التطوير بفتح فصول جديدة في المديريات النائية، والتعاون مع جامعة شبوة لقبول خريجين للحصول على درجة البكالوريوس.
أجرى اللقاء/ د. الخضر عبدالله:
يعد المعهد العالي لتدريب وتأهيل المعلمين في محافظة شبوة مؤسسة رائدة تقدم خدمات تعليمية، تدريبية وتأهيلية قيمة للمعلمين والمعلمات.
وللتعرف على أنشطة المعهد الذي يساهم في تعزيز المعرفة وأساليب التأهيل العلمي الحديث في مديريات ومدارس المحافظة.. التقت (عدن الغد) بمدير المعهد الدكتور / صالح سعيد جميع الذي قال:
اهتمام الوزارة بالمعهد
أولاً، نشكر صحيفة (عدن الغد) على زيارتها الميدانية إلى معهد التدريب العالي في شبوة للاطلاع على حالة تدريب وتأهيل المعلمين. فقد أُسس المعهد في ديسمبر 2007م بموجب قرار وزارة التربية والمنظومة التعليمية رقم (433) لسنة 2007م، في إطار جهود الوزارة لتحسين المنظومة التعليمية الأساسي وتعزيز دور المعاهد العليا في تأهيل المعلمين. وكان هذا الأمر أساسياً لدعم تدريب وتأهيل المعلمين في المحافظة، حيث تلقى المعهد اهتماماً ومتابعة من الجهات المحلية ومكتب التربية والمنظومة التعليمية، واستجابة من الأخ وزير التربية وقيادة قطاع التدريب والتأهيل باعتماد هذا المعهد ضمن المعاهد العليا للمعلمين، التي تُعنى برفع مستوى المعلمين، خصوصاً حملة الثانوية السنةة إلى درجة الدبلوم المتوسط، مما يسهم في تعزيز كفاءاتهم المعرفية والمهنية وتطوير قدراتهم في التدريس.
وفيما يتعلق بالمهام القائدية التي قام بها المعهد، قال: “أحد أبرز إنجازات المعهد هو تأهيل أكبر عدد ممكن من معلمي ومعلمات حملة الشهادة الثانوية من جميع مديريات شبوة ومديريات أخرى من وردت الآن المجاورة.
جهوداً كبيرة لتدريب وتأهيل المعلمين
وعن الجهود المبذولة في تدريب وتأهيل المعلمين قال: “بذلت الإدارة في المعهد، بالتعاون مع جميع الأطراف في وزارة التربية والمنظومة التعليمية وقطاع التدريب والتأهيل ومكتب التربية بشبوة، جهوداً مكثفة. حيث بدأت بأخذ تسجيل لحوالي (350) معلماً ومعلمة، الذين تعتبر هذه الدفعة الأولى المؤهلة للدبلوم المتوسط من المعهد، وبدأ ذلك في عامي 2008 – 2009م.
وحتى اليوم، لا يزال المعهد مستمراً في تأهيل المعلمين والمعلمات من حملة الثانوية السنةة إلى مستوى الدبلوم (سنتين بعد الثانوية) في عدة تخصصات مثل معلم صف والدراسات الإسلامية واللغة العربية والإنجليزية والعلوم والرياضيات ورياض الأطفال.
شروط قبول الدارسين
وفيما يخص آلية قبول الدارسين، قال: “يتم قبول الدارسين والدارسات وفق شروط معينة، منها أن يكون حاملاً لشهادة الثانوية السنةة وأن يكون موظفاً أو متعاقداً في السلك التربوي.
وحينما تنطبق الشروط على الدارسين يتم إشعارهم عبر مكاتب التربية بالمديريات، ويتم تسجيل بياناتهم على قاعدة بيانات عبر الحاسوب في قسم التسجيل والقبول في المعهد، وإصدار بطاقات خاصة تثبت انتساب المعلم للمعهد للدراسة والتأهيل. ويتم التعامل مع الدارس وفقاً للنظام المعمول به في المعاهد بالبطاقة وإعداد الكشوفات والسجلات الخاصة بإدارة المعهد.
أما عدد الدارسين لهذا السنة فهو 6 معلمين و28 معلمة في المستوى الثاني، و25 معلمة في المستوى الأول في برنامج خاص يستهدف معلمات الريف في مديرية الصعيد فقط، بدعم من صندوق الإعمار السعودي ومؤسسة العون للتنمية.
رسوم رمزية
وعن الرسوم التي يدفعها الدارسون مقابل التأهيل قال موضحاً: “في بدايات تأسيس المعهد، كان التدريب وتأهيل المعلمين مجانياً، وتم قبول الدارسين دون أي رسوم متعلقة بالموضوع، اعتماداً على ما سيتم اعتماده للمعهد من قبل الوزارة، لكننا اضطررنا لاحقاً إلى فرض رسوم رمزية.
والرسوم التي يدفعها المعلمون والمعلمات تكاد لا تذكر، حيث يُدفع عشرة آلاف ريال فقط على مدار السنةين الدراسيين.
مستوى المنظومة التعليمية متطور وهيئة التدريس ذات كفاءة عالية
حول تقييم مستوى المنظومة التعليمية وهيئة التدريس في المعهد، قال: “نشعر في إدارة المعهد بالفرح ونرضى عن المستوى الذي يقدمه المدربون والمعلمون في مجالات التدريب والتأهيل، فهم معروفون بكفاءتهم وخبرتهم في الجانب التربوي. ونطمح حالياً إلى تطوير برنامج يمنحهم فرصاً للتقدم في مهاراتهم من خلال دراسات عليا.
أما عن الخدمات التي يقدمها المعهد، فهي لا تُقيم منا، بل تُقيم من قبل المستفيدين من خريجيه.
قطاع التدريب والـتأهيل بالوزارة ومدعا التطوير
وبخصوص الأجهزة والوسائل المستخدمة في التدريب في المعهد، قال: “لا زال لدينا أجهزة وصور ومجسمات يتم استعارتها من بعض المدارس، حيث تفتقر المعهد لبعض المستلزمات الأساسية.
دبلوم بعد النجاح
وعن نوع الشهادة الممنوحة للخريجين من المعهد يقول: “الشهادة تخضع لمدة الدراسة التي ستستمر في المعهد لمدة سنتين، مقسمة على أربعة فصول دراسية. يحصل الدارس بعد إنهاء الساعات المطلوبة وشروط النجاح على درجة الدبلوم، الذي يتمتع بسمعة جيدة.
الوصول إلى البكالوريوس
وحول سؤالنا حول إمكانية حصول الدارس على شهادة البكالوريوس، أجاب: “فيما يتعلق بشهادة البكالوريوس، فقد تم التعاون مع جامعة تعز في عهد العمداء السابقين، وتم تخريج دفعتين من حملة البكالوريوس في تخصص معلم صف ودراسات إسلامية. وهذه التجربة كانت ذات فائدة لنا، وعند إنشاء جامعة شبوة، قمنا بشرح هذه التجربة لهم، وتم الاتفاق على قبول حاملي شهادة الدبلوم من خريجي المعهد. والحمد لله، هذا السنة أكمل حوالي ثمانين دعا ودعاة درجة البكالوريوس بمختلف فروع الجامعة في عتق وعزان.
كلمة أخيرة
وفي ختام كلمته، قال: “رسالة أخيرة أود أن أوجهها هي ضرورة الاهتمام من قبل الوزارة والسلطة المحلية بالمعاهد العليا لتأهيل وتدريب المعلمين في جميع أنحاء الجمهورية، وبشكل خاص في محافظة شبوة بما أنها محافظة شاملة وبعيدة الأطراف. ونرغب في توسيع قاعات الدراسة التابعة للمعهد في المديريات النائية، حيث لا يتمكن المعلمون والمعلمات من الوصول إلى مركز المحافظة، وكنا قد نفذنا بالفعل هذه التجربة في عدة مديريات مثل بيحان وعين وميفعة وحبان والصعيد، ونأمل في توسيع دائرة هذه الخدمات لبقية المديريات إذا توفرت لنا الإمكانيات.
