رأس رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، جلسة حكومية بحضور رئيس الوزراء سالم بن بريك. بدأ الاجتماع بتقديم التهنئة للوزير بمناسبة نيله ثقة القيادة، ودعا السلطة التنفيذية لواجباتها تجاه الوطن والمواطنين. ودعا بتركيز الجهود على البناء المؤسسي والماليةي، وأهمية مدينة عدن كمركز حيوي. كما نوّه على ضرورة تحسين الوضع الماليةي من خلال خطة شاملة وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص. حث على محاربة الفساد وتعزيز الرقابة، مشددًا على مسؤولية السلطة التنفيذية في دعم القوات المسلحة وتحسين حياة المواطنين. نوّه على أهمية الوحدة الوطنية والدبلوماسية لتعزيز مكانة اليمن في المواطنون الدولي.
استقبل فخامة القائد الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء في قصر معاشيق، جزءاً من جلسة السلطة التنفيذية بحضور رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك.
في بداية الاجتماع، أعرب فخامة القائد عن تهانيه لرئيس مجلس الوزراء بمناسبة نيله ثقة القيادة السياسية، متمنياً له ولأعضاء السلطة التنفيذية النجاح والتوفيق في مهامهم الوطنية الأساسية.
وخاطب رئيس مجلس القيادة السلطة التنفيذية، قائلاً “هذه اللحظة تتطلب مواجهة صادقة مع النفس، ومع مسؤولياتكم، ومع تطلعات شعبنا الصابر الذي يستحق منكم حكومة عمل، مشدداً على روح المسؤولية والعزم من أجل مصلحة الوطن والمواطن.”
ونوّه فخامة القائد أن السلطة التنفيذية تواجه اليوم مهمة وطنية كبيرة تتمثل في البناء المؤسسي والتعافي الماليةي والخدمات، واستكمال معركة التحرر، وتعزيز الاعتماد على النفس من أجل الصمود المستدام.
وشدد على أهمية مدينة عدن في عملية البناء المؤسسي والتعافي الماليةي والخدمات، وضرورة أن تكون في صدارة اهتمام السلطة التنفيذية، باعتبارها العاصمة المؤقتة ومركز القرار، وبوابة التعاون مع العالم.
كما نوّه على أهمية استقرار العمل من الداخل، باعتباره رمز الجدية والمصداقية، وضمانة للرقابة والمحاسبة، والاستماع إلى مشكلات المواطنين واحتياجاتهم، وتعزيز الثقة مع مجتمع المانحين.
وأشاد فخامته بالوزراء الموجودين دائماً في الداخل، مشيراً إلى أن دور الوزير الحقيقي هو في الميدان ومع المواطنين.
وحث فخامة القائد السلطة التنفيذية على تأمين الموارد السنةة للدولة والحفاظ عليها وتنميتها، والعمل على تسخيرها لتلبية رواتب الموظفين وتحسين الخدمات.
وذكر فخامة القائد أن تحسين الوضع الماليةي يتطلب خطة شاملة للتعافي، تتضمن موازنة عامة للدولة وفق الإجراءات الدستورية، واتباع سياسات تقشفية حقيقية لترشيد الإنفاق السنة، وتحسين كفاءة تحصيل الموارد غير النفطية في جميع وردت الآن، كخطوة نحو بناء اقتصاد مستدام وأقل اعتماداً على الخارج.
وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على دعم استقلالية المؤسسة المالية المركزي وتمكينه من إدارة الإستراتيجية النقدية واستخدام أدواته لمكافحة ارتفاع الأسعار وتقوية العملة الوطنية.
ودعا فخامة القائد السلطة التنفيذية بتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وتمكينه من إدارة مشاريع التنمية الحيوية، وتخفيف العبء عن الدولة في خلق فرص العمل، والحد من المعاناة الإنسانية.
كما دعا السلطة التنفيذية إلى تفعيل نظام الرقابة ومكافحة الفساد، وتسريع تشكيل اللجنة العليا للمناقصات بما يعيد مبدأ المساءلة.
ولفت إلى أهمية تنظيم العلاقة بين المركز والسلطات المحلية، ومراجعة الهياكل، وتقليص البعثات الدبلوماسية، وترشيد الابتعاث الخارجي، وإنشاء هيئة عليا للإغاثة لتوحيد الجهود الإنسانية، وتقديم التسهيلات لوكالاتها وموظفيها، ومحاسبة من يعرقل إيصال المساعدات.
ونوّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن معركة التحرر واستعادة مؤسسات الدولة بالحوار أو الحرب ستبقى أولوية قصوى لن نتراجع عنها، مشيراً إلى أنها “معركة بين الدولة واللا دولة، بين النظام الحاكم والفوضى، بين الجمهورية والامامة.”
وأضاف “السلام الذي نسعى إليه هو السلام القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، في مقدمتها القرار 2216 كخريطة مثلى لنزع سلاح الجماعة وتحقيق السلام المستدام.”
ورأى فخامة القائد أن الوحدة الوطنية والتكامل بين جميع القوى والمكونات هو أساس النجاح، وعلى السلطة التنفيذية العمل بروح الفريق الواحد.
وحيا فخامة القائد أبطال القوات المسلحة والاستقرار وكافة التشكيلات العسكرية المتواجدة في مختلف الميادين والجبهات دفاعاً عن النظام الحاكم الجمهوري وتطلعات الشعب اليمني نحو بناء دولة القانون والمواطنة المتساوية.
وقال “نحن مسؤولون عن رعاية منتسبي القوات المسلحة والاستقرار، وتصحيح أوضاعهم، ليكونوا أكثر قدرة على الأداء.”
ونوّه فخامة القائد دعم مجلس القيادة الرئاسي والسلطة التنفيذية للسلطة القضائية باعتبارها رمزا لحضور الدولة وهيبتها وتعزيز الرضى الشعبي.
وحث فخامته على سريع إنشاء هيئة لرعاية الجرحى وأسر الشهداء، تكريماً لمن قدموا دمائهم من أجل أن نعيش بحريَة وكرامة، ودعم النساء في جميع المجالات.
كما نوّه فخامة القائد الحاجة إلى خطاب إعلامي موحد، قوي ومؤثر، يجمع بين التنوير والتعبئة، ويعري مشروع المليشيا ويكشف ارتباطاته الخارجية، ويعزز الثقة بالمشروع الجمهوري والدولة العادلة في الوقت نفسه.
وشدد على دور الدبلوماسية اليمنية والشؤون القانونية في هذه المعركة عبر حشد الدعم الدولي، وتعزيز التصنيف التطرفي للجماعة، وكشف انتهاكاتها، وتوحيد الرواية اليمنية العادلة، وإبقاء المواطنون الدولي موحداً حول اليمن وشرعيته.
وتحدث رئيس مجلس القيادة عن التحديات غير المسبوقة التي واجهتها البلاد منذ استهداف الجماعة الحوثية للمنشآت النفطية في أكتوبر 2022، ما حرم الدولة ومواطنيها من نحو ملياري دولار من العائدات السيادية.
وقال “ومع ذلك، كان صمودنا مميزاً في إفشال مخطط المليشيا لإغراق البلاد في أزمة إنسانية شاملة.”
واعتبر أن هذا الصمود لم يكن ليحدث لولا دعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية، من خلال تمويل الموازنة السنةة، وكذلك التدخلات إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة في مشاريع خدمية وإنسانية.
وحث فخامة القائد السلطة التنفيذية على تقديم اليمن كشريك جدير بالثقة ومصدراً للاستقرار، ودولة تعتمد على نفسها، مشدداً على أهمية التفكير بصورة غير تقليدية وبناء نموذج ناجح في وردت الآن المحررة، لتحقيق الاعتماد على النفس.
وقال “لتكن هذه هي حكومة الاعتماد على النفس، وانتصار مؤزر بفضل الله تعالى.”