الأربعاء, يونيو 4, 2025
الرئيسية العرب والعالم اخبار اليمن اخبار المناطق – مؤتمر شباب تعز: صراع الإرادة من أجل التغيير ومواجهات...
مؤتمر شباب تعز.. بين إرادة التغيير وهجمات التشويه

اخبار المناطق – مؤتمر شباب تعز: صراع الإرادة من أجل التغيير ومواجهات التشويه

35
0
إعلان


شهدت محافظة تعز انعقاد “مؤتمر شباب تعز”، الذي يعد أول تظاهرة شبابية مستقلة تهدف لتطوير مشروع تنموي شامل بعيدًا عن هيمنة القوى التقليدية. رغم التحضيرات الطويلة، واجه المؤتمر حملات تشويه وتحريض من بعض الأطراف السياسية. نوّه المشاركون أن هذه الحملة لم تكن مفاجئة، حيث اعتُبر الفئة الناشئة تهديدًا للمصالح القائمة. حاولت الأحزاب السيطرة على المؤتمر، مما أدى إلى تضييق حرية تعبير المشاركين، خاصة النساء. ومع ذلك، أثبت المؤتمر قدرته على الصمود، مشكلاً منصة لتطلعات الفئة الناشئة في تعز، داعيًا إلى التغيير بعيدًا عن النفوذ الحزبي.

إعلان

رقية عمر دنانة

فصل شبابي جديد في تعز

شهدت محافظة تعز لحظة تحول في مسيرتها السياسية والاجتماعية بانعقاد “مؤتمر شباب تعز”، كأول فعالية شبابية قائمة بذاتها تهدف إلى صياغة مشروع تنموي وطني شامل، ينطلق من احتياجات الناس وطموحاتهم بعيدًا عن هيمنة القوى التقليدية ونفوذ الأحزاب.

آخر تحديثات الأخبار تيليجرامع

تبع هذا المؤتمر أكثر من 17 شهرًا من التحضير والعمل المكثف من قبل لجنة شبابية مستقلة، تهدف إلى تحديد دور جديد للشباب في استعادة الدولة وبناء نموذج فعلي لها في المناطق المحررة. ومع ذلك، تعرض هذا الحراك، الذي حظي باهتمام واسع، لانتقادات وحملات تشويه قادتها أطراف سياسية وسلطوية سعَت لإفشاله أو احتوائه.

هجوم على المؤتمر: لم يكن مفاجئًا

أثناء التحضير للمؤتمر، تعرضت اللجنة التحضيرية لهجوم عنيف من قبل أطراف سياسية وإعلامية لم تكن راضية عن فكرة المؤتمر. كان الهجوم يركز على تشويه صورة المشاركين والمنظمين، بل واتهامهم بوجود أجندة سياسية خفية وراء الحدث.

أوضح إبراهيم الجبري، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الفئة الناشئة، أن موقف السلطة المحلية كان متوقعًا، فهو يمثل امتدادًا لموقفها الممانع لحراك الفئة الناشئة ضد الفساد.

“موقف السلطة المحلية كان رد فعل ضد الفئة الناشئة الذين عبّروا عن رفضهم للوضع القائم في تعز. طالما أن الفئة الناشئة خرجوا إلى الشارع، أظهروا ضغطًا كبيرًا على السلطة التي كانت تعتبرهم خصومًا، بدلاً من التفاعل معهم كشريحة اجتماعية تسعى للرقابة على الفساد الذي أثر على حياتهم.”

كشف الجبري عن أن السلطة المحلية في تعز كانت شريكة في محاولات التضييق والإحباط، مستخدمة أدواتها ونفوذها الإعلامي والسياسي لتضخيم الهجوم ومقاومة المؤتمر قبل أن يصل إلى نتائجه النهائية.

“شاركت السلطة المحلية في هذه الحملة وزودتها بالموارد، واستغلت علاقاتها في تعزيز هذا الهجوم والتضخيم، موجهة ناشطين سواءً على وسائل التواصل الاجتماعي أو ناشطين سياسيين ليكونوا جزءًا من هذا المخطط بهدف إفشال المؤتمر.”

مكين العوجري، رئيس صحيفة “صوت الفئة الناشئة”، لفت إلى أن الحملة التحريضية لم تكن مفاجئة له، موضحًا أن الفئة الناشئة الذين نظموا هذا المؤتمر يتمتعون بخبرة طويلة في العمل المواطنوني، مما جعل البعض يشعر بالقلق “شاهد الجميع الحملة التي استهدفت فكرة المؤتمر التي أتى بها مجموعة من الفئة الناشئة الذين عملوا لسنوات بين الناس. لم تكن هذه الفكرة منبثقة عن أي سلطة محلية أو أحزاب، بل من الفئة الناشئة الذين عاشوا التجربة بشكل مباشر، مما أثار قلق بعض الجهات التي سعت لإفشال الفكرة التي قد تنافسهم.”

الابتزاز السياسي: أحزاب ومصالح

لم تقتصر محاولات التشويه على الإعلام فحسب، بل تعدتها إلى ضغوط سياسية مارسها بعض الأطراف الحزبية التي أرادت الاستفادة من المؤتمر بما يخدم مصالحها الخاصة.

أفاد الجبري بأن هناك حملة منظمة قادتها الأحزاب والسلطة لمحاولة السيطرة على الفئة الناشئة، وأن المؤتمر تعرض لحملة ممنهجة من التضليل والتشويه، قادتها بشكل رئيسي أحزاب سياسية في محافظة تعز، وشارك فيها أطراف من السلطة المحلية، في محاولة فاشلة – كما ذكر – لفرض وصايتها على المشروع الفئة الناشئةي المستقل.

وأوضح الجبري أن هذه الأحزاب فشلت في تحقيق أهدافها، وانحرفت عن المسار الذي حدده المؤتمر، وانضمت لاحقًا إلى حملة تشويه مضللة “الأحزاب لم تنجح في أهدافها، وانحرفت عن المسار الذي وضعه المؤتمر، وبالتالي شنت حملة مضللة ضد المؤتمر بغرض ابتزازه والتدخل فيه، سواء من خلال مواقفها التي اعتبرها الفئة الناشئة محاولات لإفشال المؤتمر، أو من خلال نشر معلومات مضللة للرأي السنة عبر ناشطيها وحسابات وهمية.”

صرّح الجبري بأن المؤتمر ليس تجمعًا سياسيًا أو فعالية حزبية، بل مبادرة شبابية شاملة تسعى لأن تكون منصة مشتركة للشباب بمختلف توجهاتهم “مؤتمر الفئة الناشئة هو في الحقيقة مبادرة تهدف لتوفير أرضية مشتركة للشباب بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم السياسية، لإيصال أصواتهم وتعزيز دورهم في الشراكة السياسية. وكان مطلب المؤتمر من الأحزاب أن تقدم تصورها عبر شبابها، لا كأحزاب بل كشريحة تمثل شبابها.”

استهداف ممنهج للنساء المشاركات: تحريض وتشويه وحسابات وهمية

وفي جانب آخر خطير، كشف الجبري أن النساء والشابات المشاركات في المؤتمر كنّ هدفًا مباشرًا لحملة تحريض وتشويه وصلت إلى حد التشهير بنشر صور بطريقة مسيئة “تعرضت النساء والشابات المشاركات في المؤتمر لحملة تحريض خبيثة، حيث تم تشويه الحقائق ونشر صور المشاركات في سياقات مسيئة تعرضهن للمسائلة القانونية.”

ولفت الجبري إلى أن اللجنة القانونية في المؤتمر بدأت منذ اليوم الأول بعمليات رصد وتتبع قانوني للمخالفات “لدينا وحدة قانونية مختصة، وقد بدأت بالعمل منذ بداية الحملة لجمع وتحليل التدوينات التي استهدفت المشاركات والضيوف. رصدنا العديد من المنشورات التي تصنف ضمن التحريض ضد النساء، وتقوم وحدتنا القانونية الآن بمتابعة مصادرها.”

كما زعم أن معظم الحملات التي استهدفت النساء كانت مدارة من خلال حسابات وهمية، حيث يتم حاليًا تتبع تلك الحسابات استعدادًا للمقاضاة “على أي حال، الحملة التي تعرضت لها النساء، خاصة التدوينات المسيئة التي استخدمت صورهن في سياقات غير ملائمة، كانت في الغالب من حسابات وهمية، وقد قمنا برصد عدد منها ونسعى للتعرف على القائمين عليها لملاحقتهم قانونيًا عبر الجهات المعنية.”

نحو تجربة شبابية متحررة من النفوذ الحزبي…

حرصت اللجنة التحضيرية على تنويع تمثيل مختلف الأطياف السياسية والمواطنونية من الفئة الناشئة، لكنها رفضت بشكل قاطع أي محاولات لتحويل المؤتمر إلى ساحة لصراعات حزبية أو استعراض نفوذ. عملت منذ اليوم الأول مع شباب من انتماءات حزبية متعددة، وكان القاسم المشترك هو العمل لتحقيق تجربة شبابية جديدة… ولكن البعض حاول استغلال المؤتمر لمصالحه الخاصة، وهو ما تم تجاوزه.

بحسب وجدي السالمي، لم يكن هذا موقفًا سهلًا، بل تطلب من اللجنة أشهرًا من الإعداد والتمويل الذاتي “رفضنا أي تمويل مشروط، ولم نحصل على دعم من الرئاسة أو السلطة التنفيذية أو السلطة المحلية، بل فقط دعم بسيط من ثلاث جهات صرحا عن هويتها، بشرط عدم التدخل في أعمال المؤتمر.”

بآفاق جديدة … مؤتمر شباب تعز

لقد أثبت مؤتمر شباب تعز أن المبادرات النابعة من الواقع، والمؤمنة بالفعل لا بالشعارات، تستطيع أن تصمد أمام محاولات التشويه والتقويض، بل وتحويلها إلى دافع للمضي قدمًا. ورغم الأخطاء والنقائص – التي اعترف بها القائمون على المؤتمر بشجاعة – فإن التجربة تفتح آفاقًا جديدة أمام تحرك شبابي جاد ومستقل، بعيدًا عن هيمنة القوى التقليدية وادعاءاتها المستهلكة.

رغم التحديات، نوّه مؤتمر الفئة الناشئة في تعز أنه نقطة تحول جديدة في الواقع السياسي والاجتماعي للمحافظة، حيث أصبح المؤتمر منصة شبابية جديدة تدعو للالتغيير، مستفيدة من دروس الماضي ومتطلعة لمستقبل يحقق تطلعات شباب تعز في جميع المجالات.

إعلان

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا