إعلان


يعتبر مضيق هرمز الممر البحري الأكثر أهمية لنقل الطاقة عالميًا، ويكتسب اهتمامًا خاصًا في ظل التوترات الحالية بين إيران وإسرائيل. إيران تهدد بإغلاق المضيق، ما قد يؤثر بشكل خطير على أسعار النفط العالمية. يمر ثلث الإنتاج النفطي العالمي عبر هرمز، ويعتمد عليه العديد من دول الخليج. في حال الإغلاق، قد ترتفع أسعار النفط إلى ما بين 200 و300 دولار للبرميل، مما يزيد من التضخم ويؤثر على صادرات الدول المنتجة. رغم وجود بدائل محدودة مثل خطي شرق-غرب وحبشان-الفجيرة، تبقى آثار أي إغلاق محتملة وخيمة على الاقتصاد العالمي.

الاقتصاد العالمي | شاشوف

إعلان

يعتبر مضيق هرمز من أهم الممرات البحرية للطاقة عالمياً، ويتصدر الأخبار حالياً بينما تشتد التوترات بين إيران وإسرائيل، التي نفذت هجمات على الأراضي الإيرانية فجر الجمعة الماضية (13 يونيو). في الوقت الحالي، تتجه إيران إلى التفكير في إغلاق مضيق هرمز، وهي تدرس بجدية إغلاق هذا الممر الاستراتيجي الذي يربطها بعمان.

وفقاً للواء إسماعيل كوثري، أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، فإن إيران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز وستتخذ القرار المناسب بحزم، مشدداً على أن طهران سترد على إسرائيل بعقوبات، وأنها مستعدة تماماً لمواجهة العدو، حيث إن الرد العسكري كان جزءاً فقط من رد الفعل على الهجوم الإسرائيلي.

تدعو بعض النخب الإيرانية إلى إغلاق المضيق، حيث يمكن أن تكون لذلك تداعيات جدية على الولايات المتحدة تحديداً، بسبب دورها في رفع أسعار الطاقة ودعمها الخالص لإسرائيل.

مضيق هرمز، الذي يربط الخليج العربي ببحر العرب، هو الممر الرئيسي لتصدير النفط الخليجي إلى العالم، ويُعتبر شرياناً حيوياً دولياً، حيث يعبر منه ثلثا إنتاج النفط المستهلك عالمياً. كما يعد هرمز موقعاً لصراعات دولية سابقة، حيث تم إيقاف تصدير النفط منه إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية لدعمها إسرائيل في حرب 1973، ويشكل أيضاً نقطة مركزية للتوترات الدولية بين إيران والدول الغربية.

قد هددت طهران سابقاً بإغلاق مضيق هرمز كاستجابة للضغوط الغربية، وحذر الخبراء من أن أي إغلاق لهذا المضيق قد يؤثر سلباً على حركة التجارة ويزيد من أسعار النفط العالمية.

هذا المضيق، الذي يصل عرضه إلى 33 كيلومتراً، ينقل خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أي ما يقارب 20 مليون برميل يومياً، وفقاً لتقارير “شاشوف”. ومن خلاله، تصدر السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق (أعضاء أوبك) معظم النفط الخام، خاصة إلى آسيا، بينما تنقل قطر جميع غازها الطبيعي المسال تقريباً عبر هذا المضيق، مما يمثل ربع استخدام الغاز الطبيعي المسال عالميًا.

يخشى كثيرون من ارتفاعات حادة في أسعار النفط العالمية. في آخر التصريحات، حذر وزير الخارجية العراقي من أن استمرار النزاع بين إيران وإسرائيل وإغلاق مضيق هرمز قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية كبيرة، مع احتمال ارتفاع أسعار النفط لتصل إلى ما بين 200 و300 دولار للبرميل.

وقد يزيد النزاع من معدلات التضخم في الدول الأوروبية، ويعقد عملية تصدير النفط للدول المنتجة مثل العراق.

هل توجد بدائل؟

تُطرح بحذر بعض البدائل لمضيق هرمز، على الرغم من محدوديتها، لضمان استمرار تصدير النفط. تشمل هذه البدائل خط شرق غرب السعودي الذي ينقل النفط من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع في البحر الأحمر، بالإضافة إلى خط حبشان الفجيرة الذي ينقل النفط الإماراتي إلى ميناء الفجيرة في خليج عمان خارج مضيق هرمز.

ومع ذلك، تعتبر هذه البدائل غير كافية بشكل كبير لتخفيف آثار إغلاق مضيق هرمز، حيث إن قدرتهما على استيعاب كميات كبيرة من النفط محدودة. ويشير المحللون إلى أن احتمال دخول قوات صنعاء إلى الصراع قد يدفعها لإغلاق باب المندب في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، مما سيجعل وصول النفط الخليجي إلى آسيا شبه مستحيل بناءً على أحدث التحليلات التي تتابعها شاشوف.

وتفيد رابطة ناقلات النفط “إنترتانكو” بأن مضيق هرمز هو ممر مائي حيوي ‘لا بديل له لتجارة ناقلات النفط’، مشيرةً، وفقاً لتقارير شاشوف، إلى أن أي عائق أو تهديد لحرية حركة الشحن سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي.

على الرغم من ذلك، تشير بعض التحليلات، مثل تلك التي نشرتها شبكة “سي إن بي سي”، إلى أن تعطيل تدفق النفط العالمي بالكامل عبر إغلاق هذا الممر البحري أمر غير مرجح، وقد يكون مستحيلاً من الناحية الفيزيائية. وفقاً لـ”إلين والد”، رئيسة شركة “ترانسفيرسال كونسلتينغ”، فإن تعطيل مرور النفط عبر مضيق هرمز لن يُقدم أي فائدة صافية، خصوصاً في ظل عدم استهداف البنية التحتية النفطية الإيرانية بشكل مباشر.

كما أكدت والد أن إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط، وقد يثير ردود فعل سلبية من أكبر مستهلك للنفط الإيراني، الصين، التي تستورد أكثر من ثلاثة أرباع صادرات إيران النفطية، وتعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم والشريك التجاري الأكبر لإيران.

من ناحية أخرى، يرى بعض المحللين أن إيران لن تكون قادرة على إغلاق مضيق هرمز تماماً نظراً لوجود جزء منه في سلطنة عمان. ومع ذلك، يضيف آخرون أن السفن تعبر يومياً من المناطق الإيرانية الأعمق في المضيق، حيث تخضع هذه المياه للإشراف العسكري للحرس الثوري الإيراني الذي يطرح أسئلة اعتيادية على السفن قبل عبورها.


تم نسخ الرابط

إعلان
المقالة السابقةأليكس أ فون توبل تأمل كثيرًا في ” fintech 3.0″
المقالة التاليةبين مصر وسوريا.. واشنطن تفكر في إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر
شاب يمني مستقل ينتمي لليمن خاصة والوطن العربي عامة ويسعى لتقريب وجهات النظر بين المثقفين اليمنيين باختلاف أطيافهم وتوجهاتهم السياسية، هدفه من شبكة شاشوف نقل الاخبار والمعلومات الى العالم عبر عدة وسائط على الانترنت وجعل شاشوف منصة تستوعب ابرز الكتاب والصحفيين وصناع المحتوى في كل المدن اليمنية إن شاء الله لنشر أخبارا غير متحيزة ودقيقة وتغطية أهم الأحداث بمعلومات مبنية على الخبرة و التحليل المعمق. وتضع شاشوف اهتمامات وحاجات المتابعين وجودة المحتوى في بؤرة اهتماماتها. https://www.facebook.com/shashoff

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا