تواجه شركات الطيران الأجنبية صعوبة في استئناف رحلاتها إلى إسرائيل بسبب تدهور الأوضاع الأمنية المستمرة، حيث تستهدف قوات صنعاء مطار ‘بن غوريون’. ألغت العديد من الشركات الكبرى رحلاتها حتى منتصف يونيو، مما أثر على القطاعات الجوية. بينما استأنفت بعض الشركات مثل ‘ويز إير’ و’دلتا’ رحلاتها، لا تزال المخاوف من سلامة الركاب قائمة. شركات الطيران تطلب من الحكومة الإسرائيلية إعلان حالة أمنية خاصة لتسهيل استئناف الخدمات مع تقليل مسؤوليتها في تقديم التعويضات، وسط تزايد الضغوط المالية بسبب إلغاء الرحلات.
متابعات | شاشوف
تواجه شركات الطيران الأجنبية صعوبة في إعادة الرحلات الجوية إلى إسرائيل بسبب التدهور الأمني وما يُعرف بـ”الحصار الجوي”، حيث تواصل قوات صنعاء استهداف مطار “بن غوريون” الذي يمثل البوابة الرئيسية لإسرائيل على العالم. وقد قامت شركات طيران كبرى بإلغاء رحلاتها حتى منتصف يونيو المقبل، بينما ألغت شركات أخرى، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلاتها حتى نهاية يوليو.
يرتبط الارتباك في القطاع الجوي في إسرائيل بإصرار قوات صنعاء على مواصلة الضربات الصاروخية دعماً لقطاع غزة الذي يتعرض لإبادة ممنهجة عبر القصف والتجويع، وسط تراجع الدعم الدولي والعربي للقطاع المحاصر.
يوم الجمعة الماضي، أعلنت قوات صنعاء عن استهداف مطار بن غوريون “مطار اللد” -للمرة الثالثة خلال 24 ساعة- بصاروخ باليستي فرط صوتي، موضحةً أن العملية أسفرت عن فرار الملايين “من قُطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ”، بالإضافة إلى توقف حركة المطار. وجاء ذلك بعد استهداف المطار بصاروخين باليستيين يوم الخميس.
تمديد إلغاء الرحلات
إن تمديد إلغاء رحلات استراتيجية مثل خط طيران الخطوط الجوية البريطانية أثر سلباً على الخط الأكثر شعبية بين تل أبيب ولندن، حيث أصبح الخط الآن بلا شركة “إيزي جيت” التي أعلنت تعليق رحلاتها حتى أوائل يوليو، وبلا شركة “فيرجن أتلانتيك” التي تخلت عن عملياتها في إسرائيل بعد أكثر من عام ونصف من الإلغاءات المتكررة. وفي الوقت الحالي، يشغل هذا الخط شركة “Wizz Air” الإسرائيلية فقط وفقاً لمتابعات شاشوف، لكن القطاع الجوي يقدر أن إلغاء الرحلات من قبل شركتي British Airways و EasyJet قد يستمر لفترة أطول.
شركات أخرى، مثل لوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية النمساوية وبروكسل إيرلاينز ويورو وينجز، أعلنت عن تمديد تعليق الرحلات حتى 08 يونيو على الأقل. بينما أوقفت الخطوط الجوية الإسبانية رحلاتها حتى 31 مايو، وشركة طيران البلطيق حتى 02 يونيو، وشركة ITA الإيطالية حتى 08 يونيو، وشركة Ryanair حتى 11 يونيو، كما أوقفت شركة الطيران الأمريكية United Airlines رحلاتها حتى 12 يونيو، وشركة Air India حتى 19 يونيو، حسب تتبع شاشوف لجدول الرحلات.
لكن بالمقابل، استأنفت عدة شركات رحلاتها إلى إسرائيل رغم المخاوف المستمرة. من هذه الشركات شركة الطيران الاقتصادي المجرية “ويز إير” في الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى شركة الخطوط الجوية اليونانية “إيجه”، وشركة دلتا الأمريكية التي استأنفت الرحلات المباشرة اليومية من مطار “جون كينيدي” في ولاية “نيويورك” إلى تل أبيب يوم الإثنين.
تعبر شركات الطيران العالمية بوضوح عن مخاوفها الكبيرة المتعلقة بسلامة الركاب وأفراد الطاقم في ظل استمرار الهجمات اليمنية وعدم الاستقرار الإقليمي، في حين تعجز الحكومة الإسرائيلية عن احتواء الوضع وإقناع الشركات بتغيير مواقفها السلبية تجاه حركة الطيران من وإلى إسرائيل.
مأزق مالي وحالة أمنية خاصة
في هذا السياق المتوتر، ومع تزايد الإلغاءات، دفعت شركات الطيران الأجنبية وزارة النقل الإسرائيلية إلى إعلان حالة أمنية خاصة وتقليص حقوق تعويض الركاب مؤقتاً لتسهيل استئناف الخدمات الجوية إلى إسرائيل.
بحسب قانون الطيران، في حال إلغاء رحلة قبل أقل من أسبوعين من موعد المغادرة، تكون شركات الطيران الأجنبية ملزمة بتوفير رحلة بديلة للمسافر. لكن، نظراً لنقص المقاعد المتاحة حالياً، فإن تكلفة حجز رحلة بديلة مرتفعة بشكل غير معقول مقارنة بالتكلفة الأصلية للرحلة.
لذا، تسعى شركات الطيران إلى تقليل مسؤوليتها فيما يتعلق بتقديم أماكن الإقامة الفندقية لمدة لا تتجاوز ليلتين للركاب في حالات إلغاء الرحلات الجوية، وكذلك الحصول على إعفاء من تعويضات مالية تتجاوز سداد أجور التذاكر للرحلات المقررة من 05 مايو وحتى نهاية حالة الطوارئ.
تم نسخ الرابط