خفضت وكالة ‘موديز’ تصنيف الولايات المتحدة من ‘AAA’ إلى ‘Aa1’ بسبب ارتفاع الدين الوطني إلى أكثر من 36 تريليون دولار، مما زاد القلق حول الاستقرار المالي الأمريكي. تراجع الدولار بنسبة 0.7% مقابل الين، في حين ارتفع اليورو 0.73%. الصين دعت الولايات المتحدة إلى اتخاذ سياسات تجمع بين المسؤولية واستقرار النظام الاقتصادي العالمي. وفي الصين، نما الإنتاج الصناعي بنسبة 6.1% رغم تراجع المعدل مقارنة بالشهر السابق، مما يعكس تنامي الاستثمارات. بينما رفع ‘جيه بي مورغان’ تصنيف أسهم الأسواق الناشئة، ظل الحذر سائدًا بشأن احتمالات الاستثمار في الوقت الراهن.
الاقتصاد العالمي | شاشوف
بعد تخفيض وكالة التصنيف الائتماني “موديز” تصنيف الولايات المتحدة من مستوى “AAA” التاريخي إلى “Aa1” بسبب ارتفاع الديون الأمريكية التي تجاوزت 36 تريليون دولار، زاد القلق حول مستقبل أمريكا المالي، مما أدى لظهور ضغوط أسفرت عن تراجع الدولار الأمريكي.
فقد هبط الدولار اليوم الإثنين بنسبة 0.7% أمام الين الياباني، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 08 مايو، حسب مراجعة شاشوف. في حين ارتفع اليورو بنسبة 0.73% ليصل إلى 1.1247 دولار، وسط تراجع المعنويات في الولايات المتحدة.
وبذلك، فقد الدولار المكاسب التي حققها على مدار أربعة أسابيع متتالية، بعد أن حصل على دعم من التفاؤل المتزايد بشأن التجارة الأمريكية وتحسن العلاقات مع الصين، مما خفف من مخاوف الركود العالمي. لكن هناك نوع من القلق في الولايات المتحدة، حيث صرح البيت الأبيض بأن الرئيس ترامب لا يتفق مع قرار وكالة موديز، وأكد أن العالم يثق بالاقتصاد الأمريكي.
الصين تدعو إلى حماية المستثمرين
في موقف صارم، طالبت الصين الولايات المتحدة بتبني سياسات مسؤولة تضمن استقرار النظام المالي والاقتصادي العالمي، وتحمي مصالح المستثمرين، بعد قرار وكالة موديز بتخفيض التصنيف.
تركز الصين على حماية مصالحها الإنتاجية، وقد سجل الإنتاج الصناعي الصيني في أبريل الماضي نسبة 6.1% على أساس سنوي، مسجلاً تراجعاً عن 7.7% في مارس، لكنه جاء أعلى من توقعات وكالة رويترز التي أشارت إلى نمو بنسبة 5.5%.
وقال خبراء اقتصاديون إن الأداء الصناعي المفاجئ يعود جزئياً إلى الدعم المالي السابق، في إشارة إلى زيادة الإنفاق الحكومي، بالإضافة إلى استقرار الصادرات الصينية، مما يعكس تحولاً في تدفقات التجارة العالمية، حيث يقوم المصدرون بإعادة توجيه شحناتهم، بينما تسعى بعض الدول لتعزيز وارداتها من الصين في ظل الرسوم الجمركية الأمريكية المستمرة.
وقد ارتفعت الاستثمارات في البنية التحتية في الصين بنسبة 5.8%، بينما قفزت استثمارات قطاع التصنيع بنسبة 8.8%. يؤكد مكتب الإحصاء أن الاقتصاد الصيني مستمر في مساره التصاعدي رغم الضغوط الخارجية، بفضل السياسات الاقتصادية المنسقة التي أسهمت في الحفاظ على استقرار النمو.
في سياق آخر، رفع بنك الاستثمار الأمريكي “جيه بي مورغان” تصنيفه لأسهم الأسواق الناشئة من “محايد” إلى “زيادة الوزن”، نتيجة لتراجع حدة الحرب التجارية وتراجع قيمة الدولار. ومع ذلك، أغلقت أسهم الصين وهونغ كونغ على استقرار شبه كامل اليوم، حيث سلطت البيانات الضعيفة لمبيعات الصناعة والتجزئة في الصين الضوء على التحديات الاقتصادية المستمرة.
يأتي خفض التصنيف الائتماني لأمريكا في توقيت حساس قبل تمرير التخفيضات الضريبية التي يسعى ترامب لتنفيذها، مما يثير تساؤلات حول مدى استمرار الولايات المتحدة كوجهة آمنة للاستثمار. وبينما كان من المفترض أن تهتز الأسواق بقوة، فإن التفاعل السلبي لم يكن واسع النطاق، نظراً لأن الأسواق لا تزال تحت تأثير جولة ترامب في الخليج وتهدئة التوترات التجارية مع الصين. ومع ذلك، يسود حذر شديد في الأوساط الاقتصادية، حيث يتوقع أن تظهر الانعكاسات بقوة خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.
تم نسخ الرابط