يبكي أب فلسطيني ابنه المصاب إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من النازحين بمحيط الدوار الغربي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
الجزيرة
"بديش مختار يموت".. أب فلسطيني يبكي ابنه المصاب إثر قصف للاحتلال شمالي غزة
في مشهد يعكس معاناة العائلات الفلسطينية تحت وطأة الاحتلال، تمتلئ قلوب الآباء والأمهات بالحزن والأسى. ومن بين تلك القصص المؤلمة، تبرز قصة أب فلسطيني يُدعى مختار، الذي فقد ابنه في غارة جوية استهدفت شمالي غزة.
مختار، الذي يعيش في ظل الأزمات اليومية الناتجة عن الاحتلال، وجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه. فقد كان يتمنى دوماً أن يرى أبناءه ينعمون بحياة آمنة ومستقرة. لكن قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدف منطقتهم، غيّر كل شيء في لحظات. الطائرات الحربية حولت منازلهم الآمنة إلى أنقاض، وأثارت الفوضى والذعر في قلوب الجميع.
عندما تلقت الأسرة خبر إصابة ابنهم، كان الألم يعتصر قلب مختار. لم تكن الإصابة مجرد جرح، بل كانت تعبر عن واقع مرير يعيشه الفلسطينيون كل يوم. ووسط العواصف الجوية، سارع مختار إلى المستشفى، حيث كان ابنه في غرفة العمليات. كل دقيقة كانت تمر كالسنة، وكل دعاء كان يتردد على شفتيه "اللهم احفظ ابني، بديش مختار يموت".
العائلة تجمعت في المستشفى، تُصلي وتتمنى أن يخرج ابنهم من هذه الأزمة سالماً. ومع كل تطور، كان الحزن يعمق الجرح، حيث كانت المشاهد القاسية للجرحى والمصابين في غزة تتالت، مما زاد من الإحساس بالعجز.
وعندما أُعلن عن وفاة ابنه، كان الخبر كالصاعقة. انهار قلب مختار، ولم يعد بإمكانه التحدث. دموعه تنهمر، وكلماته تتعثر: "بديش مختار يموت، والله هو كان الأمل في حياتي". رأى أمام عينيه مشاعر الألم والأسى، كيف أن حياة أطفاله تُسرق منه في لحظة.
هذا المشهد، الذي يتكرر في كل يوم من أيام الحصار، يجسد واقع الفلسطينيين في غزة. وألماء الأبناء، والذكريات التي يحملها كل والد يستمدها من تفاصيل حياتهم اليومية. كلمات مختار، تحكي عن الوفاة والشيء الذي لا يمكن تعويضه، تلك الأحلام التي كانت تبنيه كأب.
شهادات مختار وعائلته ليست حالة فردية، بل هي تجسيد لمعاناة الملايين من الفلسطينيين الذين فقدوا أحبائهم بسبب النزاعات والحروب. وفي هذا السياق، لا تزال صرخات الأمهات وآهات الآباء تتردد في كل مكان، تُطالب بحقوقهم في الحياة والسلام.
عند النظر إلى هذه القصة، نرى أنها ليست مجرد حكاية عن الموت والفقد، بل تمثل دعوة ملحة إلى العالم للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وللتذكير بأن الحرب لا تُحقق السلام، بل تزيد من فصول الحزن والفقد.
يبقى الأمل موجودًا رغم كل شيء، وتُبقي قلوب الآباء مثل مختار، الأمل أن يأتي يوم تُرفع فيه المعاناة، وينعم الأطفال بأمن وسلام يستحقونه.