منتخب اليمن مرآة تعكس أعباء الحرب داخل المستطيل الأخضر
مراقبون تعليقاً على تبادل “واقي الساق” بين اللاعبين: يكشف الوضع المأساوي القائم منذ 8 سنوات
توفيق الشنواح صحافي
يعاني اليمن من حرب مستعرة منذ ثماني سنوات ولها انعكاسات على أصحاب القمصان الحمراء (الخدمة الإعلامية)
يحضر الأحمر اليمني للمشاركة في بطولة “خليجي 25” بالبصرة العراقية محملاً بمعاناته التي لا تقل عن معاناة الناس هناك جراء الحرب وأعوامها الثمانية الصعبة، متخففاً من كلفة الإعداد أو حتى مستلزمات التجهيز التي تحتاج إليها مشاركته العاشرة في المونديال الخليجي.
أثارت لقطة تبادل لاعبي منتخب اليمن “واقي الساق” خلال مباراته الأولى أمام نظيره السعودي، الجمعة السادس من يناير (كانون الثاني)، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن رصدت شاشات التلفزة اللاعب عمر الداحي بينما يتبادل “واقي الساق” لدى خروجه في الدقيقة 84 مع زميله البديل علي العمري الذي ارتداه على خط التماس قبل أن يدخل أرضية الملعب.
كشفت الواقعة عن افتقار الكرة اليمنية لأبسط المستلزمات الرياضية بعد أن عجزت وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة عن توفيرها بحجة عدم وجود الدعم الكافي، مما دفع عدداً من رجال الأعمال إلى إعلان التبرع لدعم المنتخب بما يحتاج إليه من مستلزمات.
بين الواقع والفساد
اعتبر جزء من المتابعين ومحللي الرياضة أن ما ظهر به لاعبو المنتخب اليمني أمام السعودية انعكاس للوضع المأساوي الذي تمر به اليمن منذ ثمانية أعوام جراء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، في حين راح جزء آخر يحمل وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة المسؤولية عن أوجه القصور ليس في توفير المستلزمات الرياضية فقط، بل في ضعف إعداد المنتخبات اليمنية، إذ يشارك المنتخب اليمني في البطولة من دون مباريات تجريبية عدا معسكر خفيف في القاهرة سبق الذهاب إلى البصرة مباشرة.
والجمعة، خسر المنتخب اليمني أولى مبارياته في “خليجي 25” أمام نظيره السعودي بهدفين من دون مقابل، وضعاه في ذيل ترتيب المجموعة الأولى التي يتصدرها الأخضر السعودي برصيد ثلاث نقاط وبفارق نقطتين أمام منتخبي العراق وسلطنة عمان.
على رصيف البصرة
تسببت هذه اللقطة في كثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وصفها الكاتب والمحلل الرياضي محمد العولقي في مقالة له بـ”لقطة مأساوية لا يمكن أن تشاهدها في ملاعب كرة القدم بما فيها ملاعب الحارات، ولخصت المشهد الفوضوي الذي يعصف بالمنتخب اليمني في زمن تباع فيه كرامة اليمن على رصيف البصرة”.
وأضاف أنه “مشهد حزين أدمى عيون وقلوب أهل الدار وما وراء الجار، لكنه بالنسبة إلى منتخب اليمن مألوف ومباح”.
وفي رسالة وجهها إلى رئيس اتحاد كرة القدم، قال الكاتب أحمد العيسي “لو كنت رئيساً لاتحاد الكرة وشاهدت لقطة الداحي المؤلمة التي مثلت بوطن الـ3 آلاف سنة حضارة على مرأى ومسمع من حاضرة بابل ومعلقاتها، لكتبت استقالتي فوراً ولأصدرت بيان اعتذار للجماهير اليمنية أعلن فيه خروجي من المشهد الكروي إلى الأبد”.
هجوم ورد
من جانبه كتب الناشط إبراهيم عبدالقادر في تغريدة على موقع “تويتر”، أن “هذه اللقطة تقول كل شيء، فهي لقطة بطولة (خليجي 25) بلا منازع، اللاعب الذي تم استبداله يعطي زميله الكسارات”.
ودعا إلى عدم الاستغراب من سوء أداء المنتخب اليمني لأن “هذه إمكاناته، وهذا هو الطبيعي ولا عجب في ذلك، فلا دوري نلعب فيه، ولا اهتمام بالكرة، ولا دعم ولا تأهيل، لا داع للمثالية”.
ويرى مالك اليزيدي اليافعي في تغريدة أخرى أن “انسحاب المنتخب اليمني بعد هذه الصورة أفضل له من الإهانة التي يتعرض لها في كل بطولة”.
في المقابل أعرب الاتحاد اليمني لكرة القدم عبر أحد مسؤوليه عن أسفه البالغ مما أظهره بعض المراقبين من “تناول غير واقعي” للحادثة وقال في تصريحات نقلها موقع الاتحاد إن “موضوع (الكسارة) الخاصة بأحد لاعبي المنتخب التي قام باستبدالها مع لاعب آخر يكشف وبوضوح عن مدى الاستهداف المقصود لتحطيم معنويات اللاعبين. فكل حاجات ومتطلبات المنتخب تم توفيرها من أكبر الشركات العالمية المتخصصة وبمبالغ كبيرة”، وهو التبرير الذي أثار حفيظة الجمهور اليمني معتبرين إياه “محاولة لتكحيل الواقعة بفقء عين الحقيقة”.
المصدر :اندبندنت