المعركة الكبرى قد تبدأ في أي لحظة.. ماذا يحدث؟

تستعد أوكرانيا لمرحلة جديدة من المعارك أكثر تحديًا في حربها لصد الغزو الروسي، حيث ستجعل التضاريس والمساحات المفتوحة الواسعة في الشرق

من الصعب على الأوكرانيين إدارة عمليات حرب العصابات كما فعلوا في غابات الشمال والغرب، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.

لكن المحللين يقولون إن شكل المعارك سيتوقف على مدى قدرة الروس على تصحيح الأخطاء التي ارتكبوها في المرحلة الأولى من غزوهم، والتي تتراوح من فشل خطوط الإمداد والتحديات اللوجستية وسوء التخطيط إلى حجم القوات غير الكافية.

ويؤكد الخبراء أن الأوكرانيين لم يعيقوا تقدم الجيش الروسي فحسب، بل أجبروا أيضًا قواته على الانسحاب المهين من شمال البلاد.

وذكر مسؤولون أميركيون أن القوات الروسية انسحبت الآن بالكامل من المناطق المحيطة بكييف وتشيرنيهيف في الشمال، بعد فشلها في السيطرة على العاصمة بسبب المقاومة الأوكرانية الشرسة.

ولفت البنتاغون إلى أن هذه القوات في طور التجديد والتزويد، لإعادة الانتشار في الشرق.

والسبت، قال رئيس أركان الجيش الأوكراني في بيانه اليومي على فيسبوك إن “العدو الروسي يواصل الاستعداد لتكثيف عملياته الهجومية في الشرق الأوكراني وبسط سيطرته التامة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك” في دونباس.

وأكد أنه بالإضافة إلى مواصلة المعارك للسيطرة على مدن رئيسية في ماريوبول الجنوبية وإيزيوم الواقعة إلى الشمال “يواصل العدو استهداف المدنيين في كل أوكرانيا بالصواريخ”.

“أكثر صرامة”
خلال الساعات الماضية، عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الذي قاد العمليات العسكرية في سوريا، قائدا للحملة الروسية في أوكرانيا، وهذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها قائد واحد السيطرة على كامل القوات في ساحة المعركة.

وقال مسؤول أميركي كبير، السبت، لصحيفة “واشنطن بوست” إن تعيين الجنرال دفورنيكوف هي محاولة من جانب موسكو لإضفاء بعض التماسك على شكل القوات الروسية في المعركة، وأنهى حالة الفوضى التي ظهرت بها على الأرض وأودت بحياة سبع جنرالات.

من المتوقع أن يكون التركيز الجديد للمعركة هو منطقة دونباس، التي كانت محل نزاع منذ أن غزت روسيا في عام 2014 واستولت على جزء من المقاطعة. ومنذ ذلك الحين تقاتل أوكرانيا للحفاظ على السيطرة على بقية المنطقة، ويتمركز بعض من أفضل قواتها وأكثرها قوة في القتال هناك.

من المتوقع على نطاق واسع أن يحاول الروس الدفع جنوبا من منطقة خاركيف وشمالًا من مدينة دونيتسك لتطويق القوات الأوكرانية في دونباس، وهي مناورات ستؤدي إلى التفوق العددي لروسيا من حيث الدبابات والعربات المدرعة.

وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إن الروس بدأوا في الأيام الأخيرة بالتقدم جنوبا من بلدة إيزيوم، بهدف الاستيلاء في نهاية المطاف على كراماتورسك، عاصمة دونيتسك.

ويؤكد المحللون أن الأوكرانيين قد يجدون أنفسهم في مواجهة قتال أكثر صرامة في تضاريس الشرق مما فعلوه في الشمال، حيث وفرت الأشجار غطاءً للمقاتلين المدججين بالسلاح للتسلل خلف الخطوط الروسية لإطلاق النار على الدبابات والمركبات المدرعة، باستخدام أسلحة مضادة للدبابات مثل صواريخ “جافلين”.

وقال وزير الخارجية الأوكراني لحلف الناتو الأسبوع الماضي، إن المعارك في الشرق ستبدو أشبه بمعارك “الحرب العالمية الثانية، بعمليات كبيرة، وآلاف الدبابات والعربات المدرعة والطائرات والمدفعية. وأنواع مختلفة من الأسلحة”.

وذكر مسؤولون أميركيون أن البيئة المتغيرة تدعم طلب أوكرانيا من دول الناتو توفير المزيد من أنواع الأسلحة وأنواعها المختلفة، بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية.

وقال الجنرال مارك إيه ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أمام جلسة استماع في الكونغرس الأسبوع الماضي، إن التضاريس في الشرق تتفسح المجال للعمليات الهجومية الآلية على الجانبين”. وأشار إلى أن الأوكرانيين يحتاجون إلى دروع ومدفعية إضافية.
“معركة كبيرة”

وقال جاك واتلينغ، من معهد رويال يونايتد سيرفيسز ومقره لندن: “هذه المرة سيحتاج الأوكرانيون إلى التحرك في بلد مفتوح حيث يمكن رصدهم بسهولة. سيكونون في معارك قتالية حيث يرى كلا الجانبين بعضهما البعض، وإذا لم يكونوا في عربات مدرعة سيكونون عرضة للخطر.”

وأكد واتلينغ أن المشكلات اللوجستية التي واجهتها روسيا في هجومها الأولي على أوكرانيا لن تكون مشكلة في الشرق، لأن روسيا تحتل بالفعل جزءًا من منطقة دونباس، التي تحد روسيا مباشرة، مما يسهل إرسال الإمدادات مباشرة من موسكو.

ومع ذلك، يشك العديد من المراقبين في أن القوات الروسية المنهكة بالفعل لديها القوة للاستيلاء على المزيد من الأراضي من أوكرانيا في أي وقت قريب.

وقال فيليبس أوبراين، أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة سانت أندروز، إن روسيا حشدت 60 ألف جندي احتياطي وتقوم بتجميع وحدات قتالية جديدة لتحل محل أولئك الذين فقدوا خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكن الأمر سيستغرق وقتًا لتجهيزهم وتدريبهم.

من جانبها، أكدت أوكرانيا أنها مستعدة لخوض “معركة كبيرة” في شرق البلاد الهدف الذي يشكل أولوية لدى موسكو بينما يتواصل إجلاء المدنيين خوفًا من هجوم وشيك في هذه المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء انترفاكس-أوكرانيا عن ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، قوله إن “أوكرانيا مستعدة للمعارك الكبيرة. أوكرانيا يجب أن تكسبها بما في ذلك في دونباس”. وأضاف “عندما يحدث ذلك سيكون لأوكرانيا موقف أقوى في المفاوضات وهذا يسمح لها بفرض بعض الشروط”.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أكد في مؤتمر صحافي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر الذي زار كييف “نحن مستعدون للقتال وللبحث في الوقت نفسه، عن طرق دبلوماسية لوقف هذه الحرب”.
الحرة

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك